عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على تاريخ علم التجويد

بوابة الوفد الإلكترونية

التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان و قال بعض اهل العلم بعد أن منّ الله تعالى على المسلمين بالفتوحات الإسلامية واتّسعت رقعة العالم الإسلامي، اختلط اللّسان العربيّ بالأعجمي، وتخوّف ولاة أمر المسلمين من انتشار اللّحن والخطأ في لفظ آي القرآن الكريم، فاستحدثوا النّقط والتّشكيل على المصحف العثمانيّ، ووضعوا بعدها أحكام وقواعد في علم تجويد القرآن، إذ يعود الفضل في ضبط أحكام علم التّجويد ووضعها لأئمة القراءة واللّغة، فكان أوّل من وضعها هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، ومنهم من نسب وضعها إلى أبي الأسود الدؤلي وقيل: أبو عُبَيد القاسم بن سلاَّم، ثمّ أنشأ أبو مزاحمٍ الخاقاني المُتوفّى 325هـ قصيدته الرّائية من 51 بيتًا في علم تجويد القرآن، وكان أوّل من ألَّف في هذا العلم في أواخر القرن 3هـ.

 

وأما عِلمُ القراءات فقد اشتُهر به أبو عبيدٍ القاسم بن سلّامٍ المُتوفّى 324هـ، وكان أوّل من جمع هذا العلم في كتابه "القراءات"، ويقال أنّ أبو عمر حفض بن عمر الدوري المُتوفّى 246هـ هو أوّل من كتب وجمع في علم القراءات، ثمّ تتابع العلماء الأعلام في تصنيف المؤلفات في علم تجويد القرآن، ومنهم الحافظ أبو بكرٍ بن مجاهدٍ البغداي المُتوفّى 324هـ وهو أوّل من أفرد القراءات السبعة في كتاب في القرن 4هـ، ثمّ أبو عمرو عثمان بن سعيدٍ الدّاني المُتوفّى 444هـ في كتابه.

 

"التّيسير" في القرن 5هـ ، ثمّ الإمام القاسم الشّاطبيّ المُتوفّى 590هـ في كتابه "حرز الأماني ووجه التّهاني" في القرن 6هـ، حتّى منّ الله تعالى عل هذا العلم بإمام المحقّقين ابن الجزريّ المُتوفّى 833هـ فألّف المقدّمة في علم التّجويد وغيرها من الكتب النّفيسة والمصنّفات في علم تجويد القرآن.

 

التّجويد العَمليّ التّطبيقيّ وهو القسم الأوّل من أقسام علم تجويد القرآن، ويُقصد به: "الاتقان في تجويد القرآن وتلاوته بالتّلقين والمشافهة عن العلماء المختصّين كما نزل على سيدنا

محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-"، وحكمه: "واجبٌ عينيّ" إذ يُستدلّ على وجوبه من القرآن والسنّة والإجماع، ومنها قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}.

 

ومن أدلّة وجوبه في السنّة النّبويّة على كل مسلمٍ ومسلمةٍ، ما ورد في حديث عبد الله بن مسعودٍ -رضي الله عنه- حين أنكَر على رجلٍ كان يقرؤه القرآن: "قرأَ الرّجلُ إِنَّما الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مُرْسَلَةٌ، فقال ابنُ مسعودٍ: ما هكذا أَقْرَأَنِيها رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، قال: كيفَ أَقْرَأَكَها يَا أبا عبدِ الرحمنِ؟، قال: أقرأَنِيها إِنَّما الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ، فمَدَّدُوهَا".

 

كما نُقِل إجماع الأمّة الإسلامية على وجوب تلاوة القرآن تلاوةً سليمةً مجوّدةً وفق قواعد علم تجويد القرآن وأحكامه.

 

التّجويد العِلميّ النّظريّ وهو القسم الثّاني من أقسام علم التّجويدِ ، ويُقصد به: "معرفة أحكام علم تجويد القرآن العلميّة، ودراسة أصوله وقواعده دراسةً نظريّةً على يد العلماء المختصّين"، ويختلف حكمه باختلاف المتعلّم له، إذ أنّه "مندوبٌ" في حق المتعلّم من عامّة النّاس، "وواجبٌ" في حق المعلّم الذي تقدّم لتعليم المسلمين الإقراء وتلاوة القرآن، ويُستدلّ على تعلُّمه كسائر العلوم من قوله تعالى في سورة التّوبة: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ}، فإن تصدّر لتعليمه وتَعلّمُهِ نفرٌ من المسلمين سقط عن الباقين.