عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضل التربية على حفظ الإسرار

بوابة الوفد الإلكترونية

كتمان السر من صفات المتقين ونتعلَّم كذلك درساً في كتمان السِّرِّ من قصة الغلام في أصحاب الأخدود، لما قال له الرَّاهب المسلم: فإنَّ ابتليت فلا تدلُّ عليَّ، لكن الغلام تحت التَّعذيب ما استطاع أن يُقاوم وذكر اسم الرَّاهب ومكانه، فأُتي به فقُتل، بعض الأسرار يُكلِّف إفشاؤها حياة أشخاصٍ فما هو الواجب فيها؟ أنَّه يجب على الإنسان أن يكتم ذلك ما استطاع، لكن إذا خرج الأمر عن استطاعته إذا عُذِّب تعذيباً شديداً جدَّاً حتى أنَّه لم يتحمَّل مطلقاً، حيث أنَّهم قد بلغوا النِّهاية في تعذيبه، فهنا لو تكلَّم مكرهاً يختلف عندما يتكلَّم من أول سؤالٍ أو يتكلَّم بإرادته واختياره كما يفعل كثيرٌ من الذين يخونون، وهذه المسألة لا شكَّ أنَّها مؤثِّرةٌ جداً في طريق الدَّعوة إلى الله .

 

فلو أنَّه لم يتربَّ عليها النَّاس لحصل من ذلك ضررٌ عظيمٌ، وكم أُوتي المؤمنون من هؤلاء الذين يفشون أسرارهم ولأجل ذلك، وكانت التَّربية على هذا في العهد الأول -عهد النُّبوَّة- أمراً عظيماً تشهد له الحوادث والآثار والقصص، التي جاءت حتى أن المجتمع كُلَّه كان منضبطاً في هذه القضية، ومن الأسرار ما يطِّلع عليه النَّاس الذين لا يأبه

لهم، وهذه مسألةٌ ينبغي أن ينتبه إليها أصحاب السِّرِّ، مثل: الخدم، فبعض النَّاس لا ينتبهون من الصَّغار أو الخدم، فيحدث لهذا الإهمال نتائجٌ شنيعةٌ، يقول هذا صغيرٌ لا يفهم.

 

فإذا به يسجِّل كُلَّ شيءٍ ثُمَّ يذيعه في المدرسة أو في الخارج وكذلك الخدم، كأن يقول هذا هندي أو هذه فلبينية أو هذا كذا، ثُمَّ هو يعرف كُلَّ شيءٍ! ولذلك  ماذا جاء في حديث أبي زرع؟ قالت الثَّانية: زوجي لا أبثُّ خبره إنِّي أخاف ألَّا أذره، قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع فما أبو زرع؟ ثُمَّ قالت: جاريةُ أبي زرع فما جاريةُ أبي زرع: لا تبثُّ حديثنا تبثيثاً"[رواه البخاري5189، ومسلم2448]. إلى آخره، فميزة جارية أبي زرع: أنَّها لا تنقل أخبار البيت، ولا تبثُّ الحديث، ولا تفشي الأسرار.