رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على اسم الله الشهيد

الشهيد هو من اسماء الله الحسنى وورود اسم الشهيد في القرآن الكريم: هذا الاسم ورد في كثير من النصوص القرآنية كما في قوله تعالى : " قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " [سبأ:47] .

 

وفي قوله تعالى : " أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " [فصلت:53] .
وقد ورد مقيداً في آيات كثيرة كما في قوله تعالى : " لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً " [النساء:166] .

ورود اسم الشهيد في السنة النبوية الشريفة

 

أيضا أيها الأخوة ورد هذا الاسم بالسنة الصحيحة ، في صحيح البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً يقول عليه الصلاة والسلام في حديث طويل : " ألا وإنه سَيُجاءُ برجال من أُمتي ـ دققوا الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ـ فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا ربِّ أصحابي ، فيقول : إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدَك ، فأقول كما قال العبد الصالح : وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . قال : فيقال لي : إنَّهم لم يزالوا مرْتَدِّينَ على أعقابِهِمْ منذ فارقتَهم " [البخاري ومسلم] .

 

يعني وضع العالم الإسلامي في آخر الزمان لا يرضي النبي عليه الصلاة والسلام يقول : " أَصْحَابِي ، أَصْحَابِي ، فَقِيلَ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، قَالَ : فَأَقُولُ : بُعْدًا ، بُعْدًا ، أَوْ قَالَ : سُحْقًا ، سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي " [رواه أحمد] .

 

ثمن النصر والاستخلاف والتمكين عبادة الله عز وجل: أيها الأخوة ، قال الله عز وجل : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً " [النور:55] هذه وعود خالق السماوات والأرض ، وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، نحن في الحقيقة المرة لسنا مستخلفين ، ولسنا ممكنين ، ولسنا آمنين الآية : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ " كقانون " كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً " الشرط : " يَعْبُدُونَنِي " [النور:55] .

 

عظمة هذا الدين أنه دين اجتماعي شمولي أممي وفردي: أيها الأخوة ، هناك بعض الأحاديث الشريفة تملأ قلب المؤمن ثقة ، وراحة ، وتفاؤلاً ، وأمناً .

 

" النبي عليه الصلاة والسلام أردف وراءه سيدنا معاذ بن جبل ، قال له يا معاذ ـ على أسلوب الحوار ـ : ما حق الله على عبادة ؟ فقال : الله ورسوله أعلى ـ سأله ثانية وثالثة ثم أجابه ـ قال : يا معاذ حق الله على عباده أن يعبدوه ، ولا يشركوا به شيئاً ، ثم سأله ، يا معاذ ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ؟ ـ الله جل جلاله بكرمه ، ورحمته أنشأ لك حقاً عليه ـ يا معاذ ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ؟ قال : الله ورسوله أعلم ـ سأله ثانية وثالثة على أسلوب الحوار ، تشويقـاً له ثم أجابـه ـ قــال : يا معـاذ حق العبــاد علـى الله إذا هـم عبــدوه ألا يعذبهــم " [متفق عليه] .

 

عظمة هذا الدين ، دين اجتماعي ، شمولي ، أممي ، ودين فردي ، لو أن الناس تفلتوا من منهج الله عز وجل ، وعود الله للمؤمن قائمة وحدها ، حق العباد على الله إذا هم عبدوه ألا يعذبهم .

الإنسان في مأمن من عذاب الله عز وجل إن طبق سنة النبي الكريم في حياته :

تأتي الآية الكريمة : " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ

فِيهِمْ " [الأنفال:33] ما دامت سنتك مطبقة في حياتهم ، في بيوتهم ، في أعمالهم ، في مناسباتهم الاجتماعية ، في أخذهم للمال ، في إنفاقهم للمال ، في حلهم ، في ترحالهم ، في أفراحهم ، في أتراحهم " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ
فِيهِمْ " أي أن سنتك قائمة فيهم .

فلذلك:" يا عباس عم رسول الله ، يا فاطمة بنت محمد، أنقذا نفسيكما من النار ، أنا لا أغني عنكما من الله شيئاً " [مسلم] .

 

" من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه " [رواه أحمد] .

" لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم " [رواه أحمد] .

فلذلك يقول أمتي ، أمتي : " فيقول : إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدَك " [رواه أحمد] .
فلذلك الآية الواضحة : " أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ " [الزمر:19] .

 

العذاب الأليم لمن تمكّن من انتزاع فتوى من فم رسول الله ولم يكن محقاً :

شيء آخر : بعض المسلمين يتوهمون أنه إذا انتزع من فم إمام مسجد فتوى نجا من عذاب الله ، يقول لك : أنا معي فتوى ، وغاب عنه أن الإنسان لو استطاع بذكاء ، وطلاقة لسان ، وقوة حجة أن ينتزع من فم سيد الخلق ، وحبيب الحق ، من المعصوم ، من الذي يوحى إليه فتوى لصالحه ، ولم يكن محقاً ، لا ينجو من عذاب الله ، الدليل : " ولَعَلَّ بعضكم أن يكونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِن بعض ، فأقضي نحو ما أسمع ، فمن قضيتُ له بحَقِّ أخيه ، فإنما أَقْطَعُ له قطعة من النَّار " [البخاري ومسلم] لا ينجيك أن تتوهم أن الفتوى معك ، هناك الفتوى ، وهناك التقوى .

 

مرة ثانية : إن تمكنت أن تنتزع من فم النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو المعصوم ، وهو الذي يوحى إليه فتوى لصالحك ، ولم تكن محقاً لا تنجو من عذاب الله .
ومرة ثانية وثالثة أؤكد لكم أن الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح . 

الشهيد في اللغة :

في اللغة " الشهيد " كما تعلمون صيغة مبالغة ، من اسم الفاعل الشاهد ، شاهد شهيد ، على وزن فعيل ، والفعل شهد ، يشهد ، شهوداً ، وشهادة ، والشهود هم الحضور مع الرؤية والمشاهدة ، الحضور الذين رأوا بأعينهم الذي وقع .
أنت تركب مركبة ، وصار في حادث ، وأنت رأيت رأي العين أن السائق لم يخطئ ، لكل الطفل هو الذي ألقى بنفسه أمامه ، أما أن تشهد أمام أولي الأمر بما وقع هذا واجب يرقى إلى مستوى الفرض .