تعرف على اسم الله الشهيد
الشهيد هو من اسماء الله الحسنى وورود اسم الشهيد في القرآن الكريم: هذا الاسم ورد في كثير من النصوص القرآنية كما في قوله تعالى : " قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " [سبأ:47] .
وفي قوله تعالى : " أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " [فصلت:53] .
وقد ورد مقيداً في آيات كثيرة كما في قوله تعالى : " لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً " [النساء:166] .
ورود اسم الشهيد في السنة النبوية الشريفة
أيضا أيها الأخوة ورد هذا الاسم بالسنة الصحيحة ، في صحيح البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً يقول عليه الصلاة والسلام في حديث طويل : " ألا وإنه سَيُجاءُ برجال من أُمتي ـ دققوا الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ـ فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا ربِّ أصحابي ، فيقول : إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدَك ، فأقول كما قال العبد الصالح : وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . قال : فيقال لي : إنَّهم لم يزالوا مرْتَدِّينَ على أعقابِهِمْ منذ فارقتَهم " [البخاري ومسلم] .
يعني وضع العالم الإسلامي في آخر الزمان لا يرضي النبي عليه الصلاة والسلام يقول : " أَصْحَابِي ، أَصْحَابِي ، فَقِيلَ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، قَالَ : فَأَقُولُ : بُعْدًا ، بُعْدًا ، أَوْ قَالَ : سُحْقًا ، سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي " [رواه أحمد] .
ثمن النصر والاستخلاف والتمكين عبادة الله عز وجل: أيها الأخوة ، قال الله عز وجل : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً " [النور:55] هذه وعود خالق السماوات والأرض ، وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، نحن في الحقيقة المرة لسنا مستخلفين ، ولسنا ممكنين ، ولسنا آمنين الآية : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ " كقانون " كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً " الشرط : " يَعْبُدُونَنِي " [النور:55] .
عظمة هذا الدين أنه دين اجتماعي شمولي أممي وفردي: أيها الأخوة ، هناك بعض الأحاديث الشريفة تملأ قلب المؤمن ثقة ، وراحة ، وتفاؤلاً ، وأمناً .
" النبي عليه الصلاة والسلام أردف وراءه سيدنا معاذ بن جبل ، قال له يا معاذ ـ على أسلوب الحوار ـ : ما حق الله على عبادة ؟ فقال : الله ورسوله أعلى ـ سأله ثانية وثالثة ثم أجابه ـ قال : يا معاذ حق الله على عباده أن يعبدوه ، ولا يشركوا به شيئاً ، ثم سأله ، يا معاذ ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ؟ ـ الله جل جلاله بكرمه ، ورحمته أنشأ لك حقاً عليه ـ يا معاذ ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ؟ قال : الله ورسوله أعلم ـ سأله ثانية وثالثة على أسلوب الحوار ، تشويقـاً له ثم أجابـه ـ قــال : يا معـاذ حق العبــاد علـى الله إذا هـم عبــدوه ألا يعذبهــم " [متفق عليه] .
عظمة هذا الدين ، دين اجتماعي ، شمولي ، أممي ، ودين فردي ، لو أن الناس تفلتوا من منهج الله عز وجل ، وعود الله للمؤمن قائمة وحدها ، حق العباد على الله إذا هم عبدوه ألا يعذبهم .
الإنسان في مأمن من عذاب الله عز وجل إن طبق سنة النبي الكريم في حياته :
تأتي الآية الكريمة : " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ
فلذلك:" يا عباس عم رسول الله ، يا فاطمة بنت محمد، أنقذا نفسيكما من النار ، أنا لا أغني عنكما من الله شيئاً " [مسلم] .
" من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه " [رواه أحمد] .
" لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم " [رواه أحمد] .
فلذلك يقول أمتي ، أمتي : " فيقول : إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدَك " [رواه أحمد] .
فلذلك الآية الواضحة : " أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ " [الزمر:19] .
العذاب الأليم لمن تمكّن من انتزاع فتوى من فم رسول الله ولم يكن محقاً :
شيء آخر : بعض المسلمين يتوهمون أنه إذا انتزع من فم إمام مسجد فتوى نجا من عذاب الله ، يقول لك : أنا معي فتوى ، وغاب عنه أن الإنسان لو استطاع بذكاء ، وطلاقة لسان ، وقوة حجة أن ينتزع من فم سيد الخلق ، وحبيب الحق ، من المعصوم ، من الذي يوحى إليه فتوى لصالحه ، ولم يكن محقاً ، لا ينجو من عذاب الله ، الدليل : " ولَعَلَّ بعضكم أن يكونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِن بعض ، فأقضي نحو ما أسمع ، فمن قضيتُ له بحَقِّ أخيه ، فإنما أَقْطَعُ له قطعة من النَّار " [البخاري ومسلم] لا ينجيك أن تتوهم أن الفتوى معك ، هناك الفتوى ، وهناك التقوى .
مرة ثانية : إن تمكنت أن تنتزع من فم النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو المعصوم ، وهو الذي يوحى إليه فتوى لصالحك ، ولم تكن محقاً لا تنجو من عذاب الله .
ومرة ثانية وثالثة أؤكد لكم أن الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح .
الشهيد في اللغة :
في اللغة " الشهيد " كما تعلمون صيغة مبالغة ، من اسم الفاعل الشاهد ، شاهد شهيد ، على وزن فعيل ، والفعل شهد ، يشهد ، شهوداً ، وشهادة ، والشهود هم الحضور مع الرؤية والمشاهدة ، الحضور الذين رأوا بأعينهم الذي وقع .
أنت تركب مركبة ، وصار في حادث ، وأنت رأيت رأي العين أن السائق لم يخطئ ، لكل الطفل هو الذي ألقى بنفسه أمامه ، أما أن تشهد أمام أولي الأمر بما وقع هذا واجب يرقى إلى مستوى الفرض .