رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على منزلة الإخلاص عند الله

الاخلاص من صفات المؤمنين ولا بد من إخلاص النية لله في أي عمل يعمله العبد؛ قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: ٥]، وقال صلى الله عليه وسلم : «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى».

 

 وقال صلى الله عليه وسلم : «قال الله أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ من عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه؛ وهو كله للذي أشرك».

ولا بد في إخلاص العمل من أن يكون هذا العمل مما شرعه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، يقول تعالى: {قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: ١٣] ، ويقول صلى الله عليه وسلم : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».

 

 وفي لفظ في صحيح مسلم أيضاً: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».

وبالإخلاص والمتابعة يتحصن المسلم من ألد أعدائه ألا وهو الرياء والبدعة والشرك. يقول ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: «فهما توحيدان، لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما: توحيد المرسل، وتوحيد متابعة الرسول».

 

 ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وبالجملة فمعنا أصلان عظيمان؛ أحدهما: أن لا نعبد إلا الله. والثاني: أن لا نعبده إلا بما شرع. لا نعبده بعبادة مبتدعة. وهذان الأصلان هما تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، كما قال تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: ٢].

 

قال الفضيل بن عياض: أخلصه وأصوبه. قالوا. يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإن كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً. والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة. وذلك تحقيق قوله تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ

عَمَلًا صَالِـحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: ٠١١].

ولذلك اشترط رسول الله صلى الله عليه وسلم  الإخلاص شرطاً أساسياً لقبول العمل، فبيّن صلى الله عليه وسلم  أن من أشرك في نيته وقصده لله ولغيره، فإن الله سبحانه لا يقبل منه هذا العمل حتى لو كان عظيماً، فعن أبي موسى عبدِ اللهِ بنِ قيسٍ الأشعريِّ رضي الله عنه، قَالَ: سُئِلَ رسولُ الله عَنِ الرَّجُلِ يُقاتلُ شَجَاعَةً، ويُقَاتِلُ حَمِيَّةً، ويُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذلِكَ في سبيلِ الله؟ فقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَاتَلَ لِتَكونَ كَلِمَةُ اللهِ هي العُلْيَا، فَهوَ في سبيلِ اللهِ»[8].

عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي فقال: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر، ما له؟ فقال رسول الله: «لا شيء له». فأعاد ثلاث مرات، ثم قال: «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتُغِيَ به وجهه»[9].

 ومن هذه الأحاديث يتبين لنا عظيم أمر الإخلاص وأنه أساس قبول العمل، وأن نوايانا هي التي تشكّل أعمالنا وتوجهها، والعمل مهما تكن ضخامته وخطره، لا يكون جليلاً ولا يُكتب له القبول الحق إلا بقدر ما تكون النوايا جليلة وصادقة.