رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعرف على معنى الإخلاص

بوابة الوفد الإلكترونية

الإخلاص من أسباب قبول العمل وقال اهل العلم خلص خلوصًا خلاصًا، أي صفى وزال عنه شوبه، وخلص الشيء: صار خالصًا، وخلصت إلى الشيء: وصلت إليه، وخلاص السمن: ما خلص منه. فكلمة الإخلاص تدل على: الصفاء والنقاء والتنزه من الأخلاط والأوشاب.

 

 والشيء الخالص هو: الصافي الذي ليس فيه شائبة مادية أو معنوية. وأخلص الدين لله: قصد وجهه وترك الرياء. وقال الفيروز أبادي: أخلص لله ترك الرياء. كلمة الإخلاص كلمة التوحيد، والمخلصون هم الموحدون والمختارون، وأما تعريف الإخلاص في الشرع فكما قال ابن القيم رحمه الله: هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة أن تقصده وحده لا شريك له. وتنوعت عبارات السلف فيه، فقيل في الإخلاص:   أن يكون العمل لله تعالى، لا نصيب لغير الله فيه. وقيل: إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة.

 

 

وقيل: تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين. وقيل: تصفية العمل من كل شائبة. المخلص هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عزوجل، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله. قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [ البينة من الآية:5]، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم :  {قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي} [الزمر:14]. {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162-163].

 

قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك من الآية:2]، أحسن عملاً أي أخلصه وأصوبه. قيل للفضيل بن عياض الذي ذكر هذا: ما أخلصه وأصوبه؟ قال: "إن العمل إذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل وإن لم يكن خالصًا وكان صوابًا لم يقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون موافقًا للسنة"، ثم قرأ : {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [ الكهف من الآية:110].  

 

وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [النساء من الآية:125] .

 

يعني أخلص القصد والعمل لله ، والإحسان: متابعة السنة، والذين يريدون وجه الله فليبشروا بالجزاء {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ} [الكهف من الآية:28]، {ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ ۖ } [الروم من الآية:38] ، {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى. الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ. وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ. إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ. وَلَسَوْفَ

يَرْضَىٰ} [الأعلى:17-

 

. وأما أهل النقيض وأهل الرياء فإن الله ذمهم وبيّن عاقبتهم {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ. أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ } [هود:15-16].

 

{مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا} [الإسراء:18] ، {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖوَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى:20]،  {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚوَاللَّـهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [الأنفال:47].

 

وقد مدح الله المخلصين: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان:9]، {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:114]،  {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ} [الشورى من الآية:20]. في غزوة أحد أراد الله الابتلاء والتمحيص {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ} [آل عمران:152].

 

قال صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه» (صحيح البخاري [1]) إنه أهم حديث، علمنا إياه صلى الله عليه وسلم في كل شيء، في الصلاة والصيام والحج وغيرها، قال صلى الله عليه وسلم : «من غزا في سبيلِ اللهِ ولم ينو إلَّا عقالًا فله ما نوَى» (الترغيب والترهيب [2/265])، كذلك فإن بعث الناس على حسب نياتهم : «إنَّما يُبعَثُ النَّاسُ علَى نيَّاتِهِم» (الترغيب والترهيب [1/43]).