أسس تربية الأبناء فى الإسلام
الأبناء من أجلّ النعم التي أنعم الله -تعالى- بها على عباده، حيث إنّ حُبُّهم مغروسٌ في الطبع الإنساني؛ فهم بهجة الحياة وزينتها، إلاّ أنّ هذه البهجة لا تكتمل إلاّ بصلاح الأبناء، واستقامتهم وحسن أخلاقهم، لذلك تُعدّ تربيتهم مهمةً شاقة، ومسؤوليةً كبيرة، وأمانةً لن تبرأ الذمة إلاّ بأدائها، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا}.
وتربية الأبناء مسؤولية الوالدين أولًا وأخيرًا، حيث قال الله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ}.
وتربية الأبناء لا بد أن تقوم على أسس وقواعد من شأنها تنشئتهم وتربيتهم تربيةً سوية، ومن أسس تربية الأبناء في الإسلام ما يأتي:[٤] تربية الأبناء عبادة: فالتربية تُعدُّ من الدعوة إلى الله تعالى، والدعوة من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلى الخالق، حيث قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
والدعوة في حقّ الناس فرضٌ على الكفاية، أما في حقّ الأبناء فهي فرض عين، فهم أولى من غيرهم في دعوتهم وتربيتهم على الإيمان. التربية هي القدوة الحسنة: فالأسرة لها الدور الأكبر في صناعة شخصية الأبناء، وذلك لأنّ الأطفال بطبيعتهم يُحبون المحاكاة والتقليد، وأقرب الناس لهم ليُشبِعوا هذه الغريزة هم الوالدان، فعلى الوالدين أن يكونا خير قدوة لأبنائهم. التربية هندسة: فيجب على الأهل توفير الأمن والسلام النفسي للأطفال، والنظافة والجمال في البيت،