عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أثر الاستقامة على إصلاح الفرد والمجتمع

الاستِقامة هي لُزُوم طاعة الله عزَّ وجلَّ، وطاعة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، ومن جوامِع كلام الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: قولُه للصحابي سفيان بن عبد الله رضِي الله عنْه حين سألَه قائلًا: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرَك، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((قُلْ: آمنتُ بالله، ثم استقِمْ))؛ رواه مسلم؛ أي: استَقِم بعد الإيمان بالله، وهو لُزُوم طاعة الله، حيث لا يجدك حيث نَهاك، ولا يفقدك حيث أمرك.

 

وقد أمَر الله سبحانه وتعالى نبيَّه محمدًا صلَّى الله عليه وسلَّم وأتباعه من المؤمِنين بالاستِقامة على الدين؛ كما قال تعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112].

 

وقد قال عنها الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: ((شيَّبتني هودٌ وأخواتها))، كما بيَّن سبحانه وتعالى عاقِبةَ أهلِ الاستقامة بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

[الأحقاف: 13.

 

 

درجات الاستقامة:

أولها: الثَّبَات على التوحيد، والبراءة من الشرْك وأهله.

وذلك عندما سُئِل أبو بكر الصديق رضِي الله عنْه عن الاستقامة قال: (ألَّا تُشْركَ بالله شيئًا)؛ أي: لزوم التوحيد الخالص.

ثانيًا: لُزُوم الأَوامِر والنواهي بفعل الأمر وترك النهي، وهي إتيان الطاعات واجتِناب المعاصي.

كما قال بذلك عمر بن الخطاب رضِي الله عنْه: (أن تستَقِيم على الأمر والنهي، ولا تَرُوغ روغان الثعلب).

 

وذلك بِلُزُوم الطاعات في كلِّ الأحوال حتى ينشَغِل الإنسانُ بما فيه النفْع والخيْر، ويترُك المَعاصِي والمحرَّمات؛ لتَحقِيق الثَّبات على طاعة الله عزَّ وجلَّ؛ لأنَّ التذبذب وعدم الثَّبات من صِفات المنافقين؛ كما قال تعالى: ﴿ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ ﴾ [النساء:

 

وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدَّث كذب، وإذا وعَد أخلف، وإذا اؤتُمِن خان))؛ رواه البخاري ومسلم.