مظاهر التكريم الربانى للإنسان
لقد كرّم الله -سبحانه- الإنسان بأنْ أحسن خِلْقته، وجمّل صورته؛ فليس في المخلوقات جنسٌ أحسن منه صورةً؛ قال الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).
وقال الشيخ مدين الازهري العالم بالاقاف كرمّ المولى -تعالى الانسان- بأنْ نفخ فيه من روحه على وجه الاختصاص؛ فلم يُعطَ هذا الفضل لأحد سواه، قال الله سبحانه: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ*فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ).
ويتجلّى هذا التكريم عندما أمر الله -سبحانه- ملائكته بالسّجود لآدم -عليه السلام- في مشهدٍ نكص فيه إبليس عن أمر الله تعالى، يقول المولى جلّ وعلا: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ).
ولا شكّ أنّ هذا الموقف يشكّل تكريماً استثنائياً للإنسان، وإعدادٌ لمهمّاتٍ جليلةٍ له في الحياة، حيث يتأكّد ذلك بمنح الله الإنسان العقل والقدرة على إعمال التفكير والتّدبر، الأمر الذي قاد الإنسان إلى ما أنتجه من تقدّمٍ