عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اختيار الصحبة الصالحة

اهتمّ الإسلام بالصُحبة الصالحة؛ لأثرها العميق في توجيه نفس الإنسان وعقله، ونتائجها الإيجابيّة على تقدّم المُجتمع أو تأخُّره، وقد حثّ الله -تعالى- عليها في آياتٍ كثيرة؛ كقوله -تعالى-: (وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا).

 

وقد حرص الإسلام أن يجعل شعائره العظيمة نقطة التقاء المُسلمين؛ لتكثير أعدادهم، وتعاونهم في أدائها، وعدّ أيّ تخلُّف عن جماعة المُسلمين من المعاصي؛ فيجمع المُسلم بين الاختلاط النافع مع المُجتمع والخلوة الطيّبة؛ فالصُحبة الصالحة لها أثر كبير في النجاة من الأزمات حتّى في الآخرة؛ فرغّب الإسلام بها وإخلاصها لوجه الله -تعالى-؛ لقوله -تعالى-: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ).

 

والصُحبة الصالحة لها تأثير على سلوك الإنسان، وقد ضرب النبي -عليه الصلاة والسلام- مثالاً للصاحب

الصالح والصاحب السيء بقوله: (مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والسَّوْءِ، كَحامِلِ المِسْكِ ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)؛.

 

فصاحب السوء ينشغل بالدُنيا ومتاعها وقضاء وقته بالمعاصي وفيما لا فائدة منه، ولا يتقيّد بضوابط الشرع الصحيحة، ممّا يؤثّر على أخلاق غيره وقلبه؛ فلذلك نهى الإسلام عن مُصاحبته، وحثّ على مصاحبة الإنسان الخيّر الذي يساعد صاحبه في تهذيب أخلاقه، ويحثّه على طلب العلم ونشره و غير ذلك من الأمور الخيّرة.