رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكم ردّ السلام وصفته وآدابه وبعض أحكامه

يسأل الكثير من الناس عن حكم رد السلام وآدابه فأجاب الشيخ محمد فتحي العالم بالاوقاف وقال شرع الله -عزّ وجّل- ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، ورتّب على فعلها الأجر والثواب، وجعلها من الحقوق بين المسلمين بعضهم على بعض، فلّما كان الناس يؤدّونها من باب أنّها عادةٌ من العادات التي اعتادوا عليها أصبحوا يؤدّونها من باب نيل الأجر والثواب من الله عليها، كما يجب الحرص على أدائها كما جاء الأمر بها من غير تبديلٍ ببعض الألفاظ الأخرى، سواءً كان هذا التبديل من باب الإعراض عنها، أو من باب الجهل بها، وأكمل هذه التحية قول: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، وأقلّها قول: (السلام عليكم)، وفيما يأتي بيان لفضل السلام وخصائصه:

 

السلام من خير الأمور في الإسلام، فقد روى عبد الله بن عمر: (أن رجلاً سأل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أيُّ الإسلامِ خيرٌ؟ قال: تُطعِمُ الطعامَ، وتقرأُ السلامَ، على من عرفتَ ومن لم تعرِفْ).

 

زيادة المحبة والمودة بين المسلمين، ممّا يؤدي إلى السير على الطريق المُوصل إلى الجنة. يحصل المسلم على عشر حسناتٍ على كلّ جملةٍ من السلام، وفي السلام ثلاث جملٍ، فيحصل المسلم على ثلاثون حسنةً. والسلام سنّةٌ مؤكّدةٌ، والردّ عليه فرض عينٍ إن قصد به شخصاً معيناً، وفرض كفايةٍ إن قصد به جماعةً من الناس، وإن كان الردّ منهم جميعهم كان ذلك أفضل، والواجب في الردّ أن يكون مثل السلام أو زيادةً عليه، ولا يجوز أن ينقص، لأنّ الله قال في كتابه: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)،[٧] والسنة في الجواب الجهر به حتى يُسمع من بدأ به؛

لأنّه إن لم يسمعه فكأنّما لم يردّ عليه، إلّا بوجود عذرٍ لعدم إسماعه إيّاه، ومن أحكام السلام وآدابه:

 

إظهاره وإفشاؤه بين الناس، حتى يكون شعاراً بين المسلمين كافّةً، لا يخصّ فئةً معينةً دون أخرى. من المشروع حمل السلام وتبليغه، فقد حمل رسول الله لعائشة السلام من جبريل عليه السلام. الأفضل أن يبدأ بالسلام الصغير على الكبير، والماشي على الجالس، والراكب على الماشي، والقليل على الكثير.

 

إذا افترق الشخصان ثمّ التقيا، فمن السنة أن يعيدا السلام بينهما. السلام تحيةٌ خاصةٌ للمسلمين دون غيرهم؛ فلا يرده على النصارى واليهود، لقول الرسول عليه السلام: (لا تبدَؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلامِ، فإذا لقِيتُم أحدَهم في طريقٍ فاضطَرُّوه إلى أضيَقِهِ).

 

فإن دخل مجلساً يحضر فيه المسلمون وغيرهم فإنّه يردّ السلام يقصد به المسلمون فقط، وإن بدأ اليهود أو النصارى بالسلام، فيُردّ عليهم بقوله: وعليكم. من الجائز السلام على النساء المحارم، أمّا غير المحارم منهنّ فيجوز إذا ائتمن عليهن وبهن من الفتنة، ويختلف ذلك باختلاف الموضع والحال والنساء، فالعجوز تختلف عن الشابة، وكذلك الموقف يختلف عن الآخر.