عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإسلام وطاقات الشباب

جاء الإسلام ليعلي من قيمة الشّباب ويؤكّد عليها، كما أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام كان محاطًا بكثيرٍ من الصّحابة الشّباب الذين حملوا على عاتقهم نشر رسالة الإسلام في ربوع المعمورة، ولقد تجلّت أهمّيّة الشّباب في توجيهات النّبوة حيث وردت كلمة الشّباب في الخطاب النّبوي في أحاديث تدلّ على الاهتمام النّبويّ بهذه الفئة من المجتمع ومنها توجيهه صلّى الله عليه وسلم الشّباب بقوله "يا معشر الشّباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج؛ فإنّه أغضّ للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصّوم فإنّه له وُجاء".

 

كما أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام قد كلّف كثيرًا من الشّباب للقيام بعددٍ من المهمّات الجسام منها تكليفه الصّحابي الجليل مصعب بن عمير بأنّ يكون أول سفيرٍ للإسلام، حيث بعثه إلى المدينة ليعلّم أهلها الديّن والقرآن، كما كلّف النّبي عليه الصّلاة والسّلام الصّحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنه بقيادة جيش يتوجّه لقتال الرّوم في الشّام وقد كان عمره لم يتجاوز ثمانية عشر عامًا، وعلى الرّغم من وجود صحابة كبار في السّنّ في جيشه كسيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه .

 

إنّ الإسلام وهو يضع كثيرًا من الأحكام والتّوجيهات فإنّه ينظر دائمًا إلى طاقات الشّباب وقواه الكامنه ويضع السّبل التي تعيين الشّباب على تسخير تلك الطّاقة في الخير والمعروف وبما يعود عليهم بالفائدة في الدّنيا والآخرة، ومثال على ذلك التّرغيب في تزويج الشّباب حفاظاً عليهم من الانحلال وكذلك التّرغيب في الجهاد والمرابطة في الثّغور دفاعًا عن حمى الإسلام .

 

وشباب الأمة هم أبطالها الأشاوس وبُناة التقدم الحضارة، والأمل الكبير في البناء والرفعة والمستقبل المشرق، وهم القوة البشرية والروحية لمجتمع الإسلام القوي الذي فاض بإشعاعات الحضارة والثقافة والأخلاق على العالم بأسره.

 

وقد حرص رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على أهمية تكوين الشباب وإعدادهم لحمل المسؤولية وأمانة التبليغ والدعوة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فالشباب هم عماد أمة الإسلام وسر نهضتها ومبعث تقدمها، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، فقد أوحى الله تعالى له بالنبوة وهو في سن الأربعين، والصحابة رضوان الله عليهم أبوبكر في السابعة والثلاثين، والفاروق في السابعة والعشرين، وعثمان وعلي وعبدالله بن مسعود وسعيد بن زيد وابن عوف وبلال ومصعب بن عمير وغيرهم.

 

هؤلاء الشباب هم حملة راية الدعوة ورفع راية لواء الجهاد المقدس، واستطاعوا تحقيق الانتصارات وبناء الدولة الإسلامية العظيمة وهزموا ممالك الفرس والروم.

ولكي يقوم الشباب بواجباته على خير وجه لابد أن تكتمل شخصيتهم العلمية والدعوية والاجتماعية إذا توافرت عدة عوامل في تكون شخصية الشاب الدعوية وهي:

 

العامل الأول معرفة الشاب للغاية التي من أجلها خلق الله الإنسان لقوله تعالى: "وما

خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، فالعبودية لله هي عبودية مطلقة ومعناها الإخلاص لله في النية والقول والعمل، ومعناها الخضوع لله والتزام منهجه، ومعنى العبودية إدراك المسلم للمهمة التي كلفه الله بها، وهي الدعوة إلى عبادة الله وحده والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

والعامل الثاني معرفة الأخطار المحدقة ببلاد الإسلام من مخططات شيطانية مصدرها الصهيونية والماسونية والصليبية والشيوعية والتبشير والاستعمار بكافة أشكاله ووجوهه وجميعها تستهدف إفساد المجتمعات الإسلامية عن طريق الخمر والجنس وإفشاء الفاحشة واستخدام المرأة كهدف للدعوة الإباحية.

 

العامل الثالث، تفاؤل الشاب المسلم بالنصر وعدم اليأس، فقد أصبح حال المسلمين لا يرضي الله ورسوله والمؤمنين، وواجب الشباب المسلم العودة لكتاب الله وسنة رسوله والإيمان المطلق بالله وأنه ينصر من ينصره.

 

العامل الرابع أن يتأسى الشاب بأصحاب القدوة في التاريخ وأولهم وأشرفهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

العامل الخامس، أن يعرف الشاب فضل الدعوة والداعية ومنزلتها الرفيعة لقوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".

 

العامل السادس، معرفة الشاب الأسلوب الأقوم في التأثير على الآخرين، ولذلك يجب دراسة البيئة موضوع الدعوة ومعرفة مواطن الضلال والانحراف واختيار الأسلوب المناسب لعقلية الناس ومستوى تفكيرهم ومدى استجابتهم.

 

العامل السابع أن يؤمن الشاب بالقضاء والقدر فإن ذلك يحرره من الخوف والجزع ويشحنه بالشجاعة والإقدام والمصابرة.

 

ولا شك أن استيعاب هذه العوامل السبعة لتكوين وإنضاج شخصية الشاب الداعية لها فوائد وثمرات تتمثل في الإيمان والإخلاص الصادق والعزيمة المتينة التي لا تعرف الخوف.

 

إن جيل الشباب المؤمن المسلم مطالب في وقتنا الراهن بالقيام بدوره الحضاري، وإنقاذ بلاد الإسلام من ظلمات المادية الطاغية والإلحاد والضلال، وأن دور الشباب وجهادهم هو قوة فعالة يمكن أن تصنع الأعاجيب والمعجزات وتحقق العزة والكرامة وتضع الأمة الإسلامية في طليعة الأمم المتقدمة الراقية.