رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعرف على من هم الغارمون

يعدُّ الغارمون من أصنافِ الزكاة الثمانية التي تمَّ ذكرُها في القرآن الكريم، قال تعالى في محكم التنزيل "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ".

 

ويطلق مسمى الغارم على المسلم الذي لا يجد المال الذي يستطيع به أن يَسُدَّ ما ترتب عليه من الديون للناس، فيكون عاجزًا عن الوفاء بحق العباد لقلة حيلته رغم وجود نِيَّة سداد الناس، ويُعطى الغارمون من أموال الزكاة لما في ذلك من تخفيف عليهم مما يقاسونه من تراكم الديون والتأخّر في إعادة الحقوق إلى أصحابها، ومن أهم مقاصد الشريعة الإسلامية بجعل الغارمين من مصارف الزكاة أنّ إعطاءهم من أموال الزكاة يساعد في إصلاح ذات البين وحل المشكلات في المجتمع الإسلامي بين المُقرضين والمُقتَرضين، فبتراكم الديون على الغارمين تكثر المشاحنات بينه وبين المُقرضين ويجدون حرجًا كبيرًا في الظهور أمام الناس والتعامل معهم في حياتهم اليومية.

 

التيسير على الغارمين كان العرب في الجاهلية يرابون على حساب الغارمين، حيث كان الرجل يُقرض صاحبه ويقول له "إمّا أن تقضي وإما أن تربي"، وكان يعني بذلك أن يسدّه الدين بنفس قيمتِه في الوقت المتّفق عليه بينهما، وإن لم يستطع فإنه سيكون مُجبرًا على أن يدفع مبلغًا إضافيًا لمن أقرضه لقاءَ

التأخر في سداد الدين المترتب عليه، وجاءت الشريعة الإسلامية لتحرم الربا، وتلغي مفهوم المُراباة على المال المُقترَض، وتشدّد على خطورتها من خلال العديد من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة، ولم تقف سماحة الإسلام عند ذلك، بل دعا الدين الإسلامي الحنيف إلى التخفيف على الغارمين، وانتظار المُقرض للمقتَرِض إلى وقت الميسرة الذي يتيسر له فيه المبلغ المراد ويستطيع به أن يسدّ ما عليه من الديون، وقد ورد الحث على ذلك في القرآن الكريم أيضًا، قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ * وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".