عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل لليمين الغموس كفارة

كثرة الحلف من صفات المنافقين ولا بد بدايةً من معرفةِ معنى اليمين الغموس، والتي تعني: اليمين الكاذبة التي يحلفها الإنسان مع علمه بكذبها؛ ولذلك كَثُر التساؤل حول إن كان لليمين الغموس كفّارةٌ أم لا.

 

 

وفي كفارة اليمين الغموس دلائلُ كثيرةٌ بأنّ ليس لها كفّارة؛ إنّما في حال وقوعها وجبت التّوبة منها، وذلك لِما ورد عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف؛ حيث قال: "مَن حلَفَ على مِنبَري هذا بيمينٍ آثِمةٍ تبوَّأَ مقعدَه منَ النَّارِ".

 

فبذلك بيّن النبيُّ عقاب اليمين الغموس، ولم يورِد كفارةً له، وكذلك ما ورد في كتاب الله العزيز؛ حيث قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ

عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

 

فقد بيّن الله عقابَ اليمين الكاذبة ولم يبيّن أنّ لها كفّارة، كما ورد في حديث الرسول لمّا حاكَم بين الرجلين: "إنَّ اللَّهَ يعلمُ أنَّ أحدَكما كاذبٌ فهل مِن تائب؟".

 

 وبذلك طلبَ الرسولُ من أحدهما التوبة، ولو كان للأمرِ كفارةٌ لوجب ذكرها، ومن ثّمَّ فلا كفارة لليمن الغموس، إنّما توجّبت التوبة لله تعالى عند وقوع اليمين الغموس؛ فالتوبة أمرٌ يوجبه العقل لا خلافَ فيه، أما الكفارة فأمرٌ شرعيٌّ لا بدّ من وجود نصٍّ شرعيٍّ له.