عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضل صلا ة العصر

بوابة الوفد الإلكترونية

صلاة العصْر؛ هي: الصلاة الوُسطى التي ذكرها الله -سُبحانه- في كتابه الحكيم، وأمر بالمحافظة عليها، فقال -سُبحانه-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ).

 

ففي الآية السابقة خصّ الله -سُبحانه- صلاة العصْر بالذِّكر، وعطف الخاصّ على العام؛ تشريفاً للخاصّ، وتمييزاً وتفضيلاً له عن العام.

 

وممّا يدلُّ على أنّ الصلاة الوُسطى هي صلاة العَصْر؛ قَوْلُ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يوم الخندق: (مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وبُيُوتَهُمْ نَارًا، كما شَغَلُونَا عن صَلَاةِ الوُسْطَى حتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ وهي صَلَاةُ العَصْرِ).

 

وقال الإمام النوويّ -رحمه الله- تعليقاً على الحديث السابق: "الَّذِي تَقْتَضِيهِ الأَْحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ: إِنَّ الصَّلاَةَ الْوُسْطَى هِيَ الْعَصْرُ".

 

ومن الفضائل المترتّبة على صلاة العصْر: بيَّن النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ المحافظةَ على صلاة العصر سببٌ لدخول الجنَّة، فقال: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)،[٩] والبردان هما: الصُّبح والعَصْر.

 

وحذّر من تضييعها، والتهاونِ في أدائها، وبيّن أنّ مَن تركها فقد حبِطَ عملُه، فقال: (مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ).

 

وما شُدِّدَ في أمر صلاة العصْر إلّا أنّها عُرضت على الأُمم السابقة فما قاموا بحقِّها؛ لأنَّ وقت العصر كان زمانَ سُوقهم، وأوانَ أشغالِهِم، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ هذِه الصَّلَاةَ عُرِضَتْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا، فمَن حَافَظَ عَلَيْهَا كانَ له أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ وَالشَّاهِدُ: النَّجْمُ).

 

ضاعف الله أجر المُحافظة على صلاة العصْر مرّتين؛ الأولى المحافظة عليها، والثانية لأدائها كسائر الصلوات، قال الحافظ ابن حجَر -رحمه الله-: "مَرَّةٌ لِفَضْلِهَا لِأَنَّهَا الْوُسْطَى، وَمَرَّةٌ لِلْمُحَافَظَةِ

عَلَيْهَا".

 

وقد نبَّه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على عِظَم أجر صلاة العصْر، فقال: (إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ الغُرُوبِ} [ق: 39]).

 

تعبَّد الله -عزّ وجلّ- الملائكة بالاجتماع في وقت أداء صلاة العصْر؛ لُطفاً بالمؤمنين، وشهادةً لهم على إدراك خيرها، كما أخبر بذلك النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال: (المَلَائِكَةُ يَتَعَاقَبُونَ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ، ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ، وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ، فيَقولُ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي، فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ يُصَلُّونَ).

 

أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ المحافظة على أداء صلاة العصْر سببٌ في الوقاية من النّار، كما ثبت في صحيح الإمام مُسلم أنّه -عليه الصلاة والسلام- قال: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ...).