عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على علاج مرض الكبر

بوابة الوفد الإلكترونية

التواضع من صفات الصالحين وعلاج الكبر يبدأ أولا بالوعي بهذا الخلق، وضرورة تعديله، ولهذا فإن أول علاج هو معرفة ضرر هذا المرض الخبيث، ثم الاستعاذة بالله _سبحانه_ منه قال _سبحانه_: "إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ" (غافر: من الآية56).


فإذا تغيرت نظرته للمرض واتضحت له حقيقته وأصبحت موازينه في الحكم عليه هي موازين الإسلام، اجتهد للتخلص منه فيأخذ حينئذ بخطوات العلاج الأخرى وهي خطوات علمية وعملية.

فالعلاج العلمي وهو استكمال لذلك الحكم العام الذي استفاده من القرآن والسنة، أن يعدل أفكاره عن نفسه، ليكون نظرة صحيحة عن الذات فهو الضعيف الفقير الذليل الذي ما يلبث عمره أن ينتهي في أية لحظة وما يلبث أن يمرض بأصغر وأقل فيروس أو بكتيريا وما يلبث أن ينقطع جهده بأقل مجهود أو عمل!! "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" (فاطر:15)، قال الغزالي: "أن يعنف نفسه، ويعرف ربه _تعالى_، ويكفيه ذلك في إزالة الكبر؛ فإنه مهما عرف نفسه حق المعرفة، علم أنه أذل من كل ذليل، وأقل من كل قليل، وأنه لا يليق به إلا التواضع".

والكبر مرض يمكن علاجه ولكن قد فشلت فيه الأدوية البعيدة عن الإيمان إذ إنه ينمو في بيئة الأثرة وحب الذات، وأما العلاج الإيماني فهو النافع فيه إذ يأمر الإيمان بالحرص على مصلحة الآخرين والتواضع لهم وخفض الجناح قال الله _تعالى_: "وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ" (الحجر: من الآية88)، وقال _سبحانه_: "أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ" (المائدة: من الآية54)، وقال النبي _عليه الصلاة والسلام_ "المؤمن للمؤمن كالأرض الذلول" رواه أحمد.

إن الموازين الإسلامية القائمة على التفاضل بالتقوى والعمل الصالح هي التي تمنع التكبر بالمال والنسب والعلم والجمال والقوة وغيرها؛ فعلاج الكبر يدخل في منظومة متكاملة لتربية الشخص على التعامل بموازين الإسلام في الحياة.
وهذه مهمة كل الوسائل التربوية التي تتعاون فيما

بينها لإخراج الشخصية الإسلامية التي تفكر بمنطق الإسلام وتتعامل بموازين الإسلام.

هذا عن شعور الكبر نفسه، وأما معالجة السلوكيات فإن من علاج الكبر مقاومة مظاهره السلوكية بالمواظبة على أخلاق التواضع، والاطلاع على سير المتواضعين والتأسي بهم، كذلك صحبة أهل التواضع والفقراء ومجالسة المساكين، كذلك قد وصف العلماء للمتكبر الذي يريد معالجة نفسه أن يتصنع التواضع كعلاج لذلك.. ولمن كبرت عليه نفسه أن يكسر شوكتها.

وقد يختلط الكبر، وهو شعور منحرف، بالطموح إلى الزينة من غير كبر،وهو شعور قد يخالج البعض، ولذلك لما قال النبي _صلى الله عليه وسلم_: "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، قيل: يا رسول الله: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، قال _صلى الله عليه وسلم_: الكبر بطر الحق وغمط الناس". وبطر الحق: رده وغمط الناس: ازدراؤهم واحتقارهم، فتنمية المسلم لذوقه في الثوب والمركب والدار سلوك سليم، والفرق يظهر في القصد والنية، فذاك يقصد التكبر على الناس والتعالي عليهم، وهذا يقصد التأدب بآداب دينه من نظافة وحسن هندام.
وعلى أي حال فقد كان حال أغلب السلف الصالحين خشونة العيش حتى في أوقات الغنى وصفيق الثياب والبعد عن بناء الدور وسكن القصور.