رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكبر يفسد العمل

بوابة الوفد الإلكترونية

التواضع من صفات المؤمنين وقال الشيخ محمد راتب النابولسي ذكرت مرة من باب الطرفة: أن الإنسان يأتيه ضيوف أحياناً، يأتيه عشرون رجلاً مثلاً، ولا يوجد عنده شيء لضيافتهم، فوجد في البراد كيلوين من اللبن، فقال لزوجته: ضعي خمسة أمثالهما ماءً وملحاً، وضعي ثلجاً ليصبح "عيران" لكيلوين مـن اللبن أُضيف لهما عشرة كيلو من الماء، هذا شراب لذيذ، والعيران شيء طيّب، هذا من الكيلوين من اللبن لو أصابهما نقطة بترول، نقطة زيت كاز، هل يشربان؟ لا ، لكنهما قبلا خمسة أضعافهما ماءً وكذلك الكبر يفسد العمل، كما يفسد الخل العسل.
فالذي عنده كبائر باطنة؛ كالكبر، والعجب، والرياء، والحسد، والفخر، والخيلاء والتوهم أنك على الحق وحدك والناس كلها ضائعة، هذا أيضاً حجابٌ يحجبك عن الله عز وجل .

 

و إن شر أنواع الكبر ما يمنع استفادة العلم وقبول الحق والانقياد له فقد تحصل المعرفة للمتكبر ولكن لا تطاوعه نفسه على الانقياد للحق قال الله _تعالى_: "وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً" (النمل: من الآية14) ومن أنواع الكبر الدعاوى والمفاخر وتزكية النفس وحكايات الأحوال في معنى المفاخرة للغير والتكبر بالنسب فمن له نسب شريف يحتقر من ليس له ذلك النسب وان كان أرفع منه عملاً قال ابن عباس _رضي الله عنهما_: "يقول الرجل للرجل: أنا أكرم منك وليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى" وكذلك التكبر بالمال والولد "أنا أكثر منك مالاً وولداً" "أنّى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال" التكبر بالجمال والقوة وكثرة الأتباع ونحو ذلك "ليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي" "وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي" وفي الجملة فكل ما يمكن أن يعتقد كمالاً وإن لم يكن كمالاً في نفسه أمكن أن يتكبر به حتى إن الفاسق ليفتخر بكثرة شربه للخمر مثلا ولفجوره لظنه أن ذلك كمالاً.

رؤية الإسلام لمرض الكبر:
قال الله _تعالى_: "سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ

الْحَقِّ" (الأعراف: من الآية146)، وقال _سبحانه_: "كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ" (غافر: من الآية35)، وقال _سبحانه_: "إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ" (النحل: من الآية23).

وقال _صلى الله عليه وسلم_ "لا يدخل الجنة من كان في قلبه حبة خردل من كبر" أخرجه مسلم، وقال _صلى الله عليه وسلم_: "يقول الله _تعالى_: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني فيهما ألقيته في جهنم ولا أبالي " أخرجه مسلم عن أبي هريرة، وقال _صلى الله عليه وسلم_: "ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر" رواه البخاري.

قال سفيان بن عيينة: "من كانت معصيته في شهوة فأرجوا له التوبة فإن آدم _عليه السلام_ عصى مشتهيا فغفر له، ومن كانت معصيته في كبر فاخشوا عليه اللعنة، فإن إبليس عصى مستكبرا فلعن".

والعبد المؤمن يستعذب طاعة الله وترتاح لعبادته نفسه إذا علم نفسه الخضوع والذل له _سبحانه_ قال _سبحانه وتعالى_: " إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ" ووصف الصالحين من عباده، فقال: " فَإِنْ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ". وقال _سبحانه_: "إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُون".