رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضل حسن التوكل على الله

بوابة الوفد الإلكترونية

حسن التوكل على الله من صفات المؤمنين وقال سعيد بن جبير رحمه الله: "التوكل على الله نصف الإيمان". والتوكل عمل قلبي ليس من أعمال الجوارح قال الإمام أحمد رحمه الله: "التوكل عمل القلب". وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم وعباده المؤمنين بالتوكل فقال: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ . الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ . وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء:217-219].

 

وقال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق من الآية:3].

 

وقد ورد في السنة الأمر بالتوكل وعظم منزلته، فقال صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكُّلِه لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خِماصاً وتروح بِطاناً» (رواه أحمد). والتوكل على الله معناه في الأصل أن يفوض العبد أمره لله ويسلم حاله له وأن يعتمد على ربه في قضاءِ حاجته ويثق به. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "التوكل هو الثقة بالله، وصدق التوكل أن تثق في الله وفيما عند الله، فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك".

 

وقال الإمام أحمد رحمه الله: "وجملة التوكل تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه والثقة به".

 

وقال ابن رجب رحمه الله: "هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها". ومن مقتضى التوكل وشرط صحته العمل بالأسباب النافعة المأذون بها شرعاً؛ لأن الشارع الحكيم ربط بين التوكل والعمل بالأسباب، فلا يُجزئ التوكل، ولا ينفع

العبد إلا بالأخذ بالأسباب، ولا تنافي مطلقاً بين التوكل والعمل بالأسباب. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك:15]، وقال تعالى: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْركُمْ} [النساء من الآية:71].

 

فحقيقة التوكل في المفهوم الشرعي إذن؛ اعتماد القلب على الله مع تعاطي الأسباب بالجوارح فهذان هما رُكنا التوكل لا يصح التوكل إلا بهما. أما الاعتماد على الله والإعراض عن الأسباب فقدح في الشرع ونقص في العقل وأما الاقتصار فقط على العمل بالأسباب دون الاعتماد على الله فشرك في الأسباب. قال ابن القيم رحمه الله: "فإن تركَها عجزاً ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصولِ ما ينفع العبد في دينه ودنياه ودفع ما يضرّه في دينه ودنياه ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع فلا يجعل العبد عجزه توكلاً ولا توكله عجزاً".