الكسل والتخلف عن صلاة الجماعة من صفات المنافقين

الاستقامة على منهج الله من اسباب دخول الجنة قال الله تعالى:إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلا {النساء:142}.
قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: هذه صفة المنافقين في أشرف الأعمال وأفضلها وخيرها وهي الصلاة ، إذا قاموا إليها قاموا وهم كسالى عنها لأنهم لا نية لهم فيها ولا إيمان لهم بها ولا خشية ولا يعقلون معناها. كما روى ابن مردويه من طريق عبيد الله بن زحر عن خالد بن أبي عمران عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: يكره أن يقدم الرجل إلى الصلاة وهو كسلان ولكن يقوم إليها طلق الوجه عظيم الرغبة شديد الفرح فإنه يناجي الله وإن الله اتجاهه يغفر له ويجيبه إذا دعاه ثم يتلو هذه الآية: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى انتهى .
إن التثاقلَ والتكاسلَ في القيامِ إلى الصلاةِ عموما او الذهاب الى المسجد لحضور صلاة الجماعة خصوصا، من الأوصاف
ولو ذهبنا نقلب صفحاتِ التاريخ وكتبِ التراجم لرأينا في سيرِ سلفنا الصَالحِ عظيمَ عنايتهم بشأنِ الصلاةِ وعظيمَ حرصهم على التبكيرِ في الذهابِ إلى الصلاة مع أنهم في زمنهم ذلك كانوا يفتقدون كثيراً من وسائلِ الراحةِ والنعيمِ التي نتنعم بها في بيوتنا وطرقنا ومراكبنا ومساجدنا. فعندنا مياه متوفرة دافئة في الشتاء وباردة في الصيف وطرقٌ معبدةٌ مضاءةٌ في الليلِ، ومساجد’ مهيأةٌ للمصلين بوسائل التبريد والتدفئةِ ناهيكم عن الفرشِ الوثيرة وأجهزةِ الصوتِ لرفعِ النداء والخطابة، ومع هذه النعمِ الكثيرةِ وغيرها تثاقلَ كثيرٌ من الناس عن التبكيرِ إلى الصلاةِ وأصبح لا يخرج من بيته إلا متأخراً تارةً بعد شروع الإمامِ في الصلاةِ ومضي ركعة أو ركعتين، وتارةً مع الإقامةِ وإن جاهد نفسه قبيل الإقامة، مع عدم وجود ما يشغله أو يؤخره عن الذهابِ مبكراً؛ فيدخل في الصلاةِ بعجلة إليها، فيحرم نفسه من خيرٍ كثير كان قادراً على تحصيله بأمرٍ يسير؛ فلو بكر قليلاً لأدركَ السنةَ القبلية وأدرك الدعاء بين الأذان ولإقامة، وأدرك متابعة المقيم في إقامته، وأدرك الصفَ الأولَ، وأدرك تكبيرةَ الإحرامِ، ودخل إلى صلاته مطمئناً.