مفهوم الوطنية فى الإسلام

الاستقامة على المنهج من اسباب دخول الجنة من الجدير بالذّكر أنّ مفهوم الوطنيّة المستورد من البلاد الغربيّة، مفهوم مستحدث، وهو منافٍ للشريعة الإسلاميّة ومعارض للثقافة والحضارة بعض الشيء، وفساد معناه يجعل الإنسان ينتمي لكلّ ماهو معارض للمبادئ السّليمة التي حثّ عليها الإسلام، لكن يقابل هذا المفهوم جزءً إيجابيًّا، فالوطنيّة لا بدّ أن تكون معتبرة وإلزاميّة بشرط أن لا تكون على حساب العقيدة الإسلاميّة.

 

وأن لا تكون مجرّد مظاهر وشكليّات يقودها المواطن، يُضاف إلى ذلك أنّها ليست مجرّد مواد تُدرّس باسم "التّربية الوطنيّة"، بل هي عقيدة فكريّة وتربية نفسيّة لا بُدّ من غرسها في نفوس الأبناء، ومفهوم الوطنيّة في الإسلام: هو الطّاعة والولاء وأداء الحقّ وعدم الخروج على الجماعة وغيرها من الأفعال التي لا بدّ أن يلتزم بها المواطن الصّالح.

 

إنّ مفهوم الوطنيّة في الإسلام يكمن في الحبّ الخالص للوطن، والقيام بمسؤولياته وحفظ أمانته والاتزام بقوانين الدّولة وطاعة ولي الأمر والمشاركة الفعّالة في صنع القرار لتنمية الوطن

وتطويره، كما أنّه يكون بالاجتماع لا الافتراق والوحدة لا التّشتت، ومن هنا يظهر معنى المواطنة: فهي علاقة المواطن بالوطن عن طريق الهويّة الوطنيّة، والسّلوك الحسن الذي يُمارسه الإنسان ليحافظ على وطنه ويكسر أصحاب الفتن والأطماع، فقد جاءت مواضع عديدة في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة حثّت على حب الوطن، ومثاله قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ*الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} وقول الرّسول -عليه السّلام- عند خروجه من مكّة المكرمة: "واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليَّ ولولا أن أَهْلَكِ أخرَجوني منكِ ما خَرجتُ".