عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على رحمة الرسول بالفقراء والمساكين

بوابة الوفد الإلكترونية

الرحمة بالفقراء والمساكين من الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى وشملت رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم كل الفقراء, حتى كان يعطيهم -على فقره- كل ما يستطيع أن يعطيهم, ويأمر أصحابه وأُمَّته برحمة الفقراء.

 

وانظر إلى كلماته صلى الله عليه وسلم التي تفيض عذوبة ورقة ورحمة: "يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ أَنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ, وَأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ, وَلا تُلامُ عَلَى كَفَافٍ, وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ, وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى".

 

 

"مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا لِي ذَهَبًا, يَأْتِي عَلَيَّ لَيْلَةٌ أَوْ ثَلاثٌ عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلاَّ أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ, إِلاَّ أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا".

 

وما أكثر كلماته الرقيقة التي تدور حول نفس المعنى..

صور من رحمة النبي بالفقراء

ولقد كان مجتمع المدينة مجتمعًا فقيرًا في مجمله؛ لذا فحَصْرُ مواقفِ رحمته صلى الله عليه وسلم مع الفقراء أمر لا يستطاع, ولكن نسدد ونقارب..

فنضرب أمثلة, ومن أراد التفصيل فليَعُدْ إلى كنوز السنة العظيمة.. انظر إليه يُعلِّم أبا ذر رضي الله عنه -مع أن أبا ذر  شديد الفقر- فيقول له: "يَا أَبَا ذَرٍّ, إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا, وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ".

 

 

وكان يأمر النساء أن يتصدقن على جيرانهن ولو بشيء قليل.. قال صلى الله عليه وسلم: "يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ, لا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ.

 

لقد كان يريد لهذه الروح الرحيمة أن تسري في مدينته وفي أُمَّته, وأن يشعر كل إنسان بمن حوله, ويسعى لتخفيف آلامه بقدر طاقته..

دعاه جابر بن عبد الله رضي الله عنه أيام الأحزاب إلى طعام قليل في بيته, فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم -مع شدة جوعه- أن يذهب بمفرده, ولكن اصطحب معه المهاجرين والأنصار, وكانت معجزة أطعم فيها الجميع, وما رضي أن يشبع وشعبه جائع.

 

ويروي جرير بن عبد الله رضي الله عنه فيقول: "جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة؛ فحَثَّ الناس على الصدقة؛ فأبطئوا عنه حتى رُئيَ ذلك في وجهه", قال: "ثم إن رجلاً من الأنصار جاء بصُرَّةٍ من وَرِقٍ, ثم جاء آخر, ثم تتابعوا حتى عُرِفَ السرورُ في وجهه؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً؛ فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ, وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً؛ كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ".

 

وكان  يحاول أن يعطي من عنده, فإذا لم يجد اجتهد في حَلِّ الأزمة ولو من عند أحد أصحابه, لكنه لا يترك الفقير هكذا بغير عون..

 

يقول أبو هريرة رضي الله عنه: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني مجهود,

فأرسل إلي بعض نسائه, فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء, ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك, حتى قلن كلهُنَّ مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء؛ فقال: "مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ", فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله, فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا إلا قوت صبياني قال: فعَلِّلِيهم بشيء؛ فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج, وأريه أنَّا نأكل, فإذا أَهْوَى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه.

قال: فقعدوا وأكل الضيف فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "قَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ.

 

لقد تأصلت هذه الرحمة في المدينة, حتى صارت أحداثها كالأحلام, وصارت قصصها كالخيال.. ومع المعاناة المستمرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يتوقف أبدًا عن العطاء مع شدة احتياجه.

 

يروي سهل بن سعد رضي الله عنه فيقول: "جَاءَتْ امْرَأَةٌ إلى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ فِيهَا حَاشِيَتُهَا, أَتَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ؟ قَالُوا: الشَّمْلَةُ قَالَ: نَعَمْ قَالَتْ: نَسَجْتُهَا بِيَدِي فَجِئْتُ لأَكْسُوَكَهَا فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ  مُحْتَاجًا إِلَيْهَا, فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إِزَارُهُ فَحَسَّنَهَا فُلانٌ؛ فَقَالَ: اكْسُنِيهَا, مَا أَحْسَنَهَا! قَالَ الْقَوْمُ: مَا أَحْسَنْتَ لَبِسَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْتَاجًا إِلَيْهَا, ثُمَّ سَأَلْتَهُ وَعَلِمْتَ أَنَّهُ لا يَرُدُّ قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ لأَلْبَسَهُ؛ إِنَّمَا سَأَلْتُهُ لِتَكُونَ كَفَنِي قَالَ: سَهْلٌ فَكَانَتْ كَفَنَهُ".

 

لقد كان دائمًا يرى أن ما أعطاه خير مما أبقاه, ولذلك كان دائم العطاء, وما أبلغ ما رد به رسول الله  على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين ذبحوا شاة ووزعوا منها معظمها, وقالت له أم المؤمنين: ما بقى منها إلا كتفها, قال بفهم عميق: "بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا!".

هذه كانت حياته, وهذه كانت رحمته بالناس.