رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فضل كثرة الاستغفار

بوابة الوفد الإلكترونية

جاءت العديد من النصوص القرآنيّة والأحاديث النبويّة في إثبات فضل الاستغفار وعلاقته بقبول الله لتوبة العبد، ومسامحته له على ما بدر منه من الذنوب والآثام والمعاصي ومغفرته لها، بل وقلب تلك الذنوب إلى رزقٍ وخير للمستغفرين، ومن ذلك ما جاء على لسان نوح -عليه السلام- حينما دعا قومه للإيمان بالله -سبحانه وتعالى- والكفر بآلهتهم والاستغفار عن ذلك، قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).

 

فقد قرن نوح بين الاستغفار وكثرة الرزق والخير الذي يأتي من جميع الجوانب المهمة في حياة كل إنسان، كالزرع والمال والولد، ومن أهمّ أسباب كون الاستغفار من طرق مسامحة الله للعبد ما يلي:

 

بالاستغفار تُكفَّر الذّنوب: فإن العبد الذي يطلب من الله أن يُسامحه هو بحاجة لتكفير ذنوبه التي اقترفها، والطريق إلى ذلك يكون بكثرة الاستغفار واللجوء إليه في كل وقتٍ وساعة، قال تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا).

 

الاستغفار يقوي علاقة المسلم بالله ويُنجيه من عذابه: فإن العبد الذي يطلب مسامحة الله له يحتاج لأن يكون قريباً منه، ولا يكون ذلك إلا باللجوء للاستغفار والبعد عن الذنوب، قال الله تعالى مخاطباً نبيه محمد -عليه الصّلاة

والسّلام- ومبيناً فضل المكثرين من الاستغفار: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).

 

فمن يستغفر الله كثيراً يستحق أن يُسامحه الله على ذنوبه، بل إنّ ذلك يجعل العبد أكثر قرباً من الله وبعداً عن الذنوب والآثام. الاستغفار طريق الأنبياء -عليهم السّلام- للوصول إلى مسامحة الله: فقد ارتكب بعض الأنبياء ما يلزم لأجله طلب المسامحة من الله عليها، كما حصل مع آدم وزوجه قبل أن ينزلا إلى الأرض، قال تعالى على لسانهما: (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

 

كما أنّ موسى عليه السّلام قد طلب من الله أن يُسامحه بعد أن قتل رجلاً من بني إسرائيل بطريق الخطأ، قال تعالى على لسان موسى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).