خيانة الأمانة من صفات المنافقين
الامانة من صفات المؤمنين وخيانة الأمانة من صفات المنافقين؛ فعن أبي هُرَيرة أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدث كذَب، وإذا وعد أخْلف، وإذا اؤتُمن خان))؛ رواه البخاري (33) ومسلم (59).
وكما أنه يجب حِفْظ سرّ الحيّ ويَحرم البوْح به، فكذلك الميِّت؛ فالمسلم حرمتُه ميِّتًا كحُرْمتِه حيًّا، فمِن حين خروج الرُّوح تُحفظ أسرار الميت الَّتي تسوء، سواء عند الاحتِضار أو عند التَّغسيل أو الدَّفن أو الرّؤيا السَّيئة التي تُرى له بعد وفاته، وكذلك ما كان يسوءه ذِكْرُه في حياته، أمَّا ما كان يفعلُه من وجوه الخير الَّتي كان يسرُّ بِها أو فضائله الَّتي لا تُعْرف، فتُذْكَر إذا كان في ذكرها مصْلحة؛ فعن عائشةَ قالتْ: أقبلتْ فاطمة - عليْها السَّلام - فلمَّا رآها قال: ((مرحبًا بابنتي))، ثمَّ أجْلسها عن يمينِه أو عن شمالِه، ثمَّ سارَّها فبكتْ بُكاءً شديدًا، فلمَّا رأى حزْنَها سارَّها الثَّانية فإذا هي تضْحك، فلمَّا قام رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - سألتُها: عمَّ سارَّك؟ قالت: ما كنت لأُفْشِي على رسولِ الله -
فأخبرت فاطمةُ بسرِّ رسول الله بعد وفاتِه؛ لما في ذلك من المصلحة من بيان منزلتها وقدْرِها عند الله.