ماهو الخلق الحسن
أن الأخلاق قد تكون صالحةً وقد تكون طالحة، وهذا متعارف عليه في المجتمعات كلها وليس في الدين الإسلامي فقط، ولعل هذا يرتبط بفطرة الإنسان وحبها للخير والعمل الصالح والخلق الحسن، ورفضها للشر والعمل الطالح والخلق السيئ، وفي هذا الصدد يمكن القول إن الخلق الحسن هو تلك المنظومة من القيم والعادات التي ترتقي بالإنسان وفكره وأخلاقه.
وهو الذي يجعل صاحبه من خيار الناس وأفضلهم شأنًا وأعلاهم مكانةً وقدرًا، كما لا يمكن إنكار مكانة صاحب الخلق الحسن عند الله تعالى وفي الدين الإسلامي، وقد ورد في الشريعة الإسلامية الكثير من الوصايا التي تحث على الخلق الحسن، وذلك لما له من دور في جذب الناس إلى الإسلام، وما يؤديه من مهمة في عكس الصورة الصحيحة للمسلمين وأخلاقهم النبيلة المشابهة لهدي السيرة النبوية، وما فيها من منظومة قيمية وأخلاقية.
ومما هو جدير بالذكر في البداية أن الأخلاق في الإسلام لم تُبنَ على نظريات مذهبية، ولا على مصالح فردية، ولا على عوامل بيئية تتبدل وتتلون تبعًا لها، بل هي فيض من ينبوع الإيمان يشع نورها داخل النفس وخارجها؛ إذ لا يمكن أن تكون الأخلاق فضائل منفصلة، إنما
ولا يسع في هذا المقام إلا أن تُذكر مكانة الأخلاق في الإسلام، وما لها من دور في بناء المجتمعات وارتقائها والحفاظ على بنيتها سليمة نقية، وقوية متينة، فالأخلاق هي الثروة الفكرية والحضارية التي تصنع مجتمعًا بشريًّا تسوده قيم الخلق والأدب والخير والحق، ولذلك عندما بدأ الإسلام في ما مضى من الزمن قام على الخلق الحسن، والمعاملة الحسن، ولذلك ساد وانتشر في مشارق الأرض ومغاربها، وكلما تراجعت الأخلاق تراجعت المكانة.