عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علي جمعة: الإسلام جاء دينا للسلام بين شعوب الأرض

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة - عضو هيئة كبار العلماء

قال الدكتور علي جمعة، جاء الإسلام دينا للسلام بين شعوب الأرض‏، قال تعالى‏: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، [الحجرات‏:13] والتعارف لا يأتي إلا عن طريق السلام،‏ كذلك أرسل الله عز وجل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين‏: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء‏:107].

 

وأوضح "جمعة"، عبر موقعه الرسمي، أنه لهذا كانت سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة هي نبذ الحرب واتقاءها نظرا لما تخلفه من تدمير وتخريب، فقال: "أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، فإذا ليقتموهم فاصبروا"، (البخاري)، كما أوصى جيش المسلمين في الحروب بقوله: «انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة.. وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين» (أبو داود).

 

وبين جمعة، أن المنهج تجاه الحروب هو تجنبها قدر الاستطاعة، لأنها استثناء، فإن كانت فعلى المسلمين الصبر والثبات وعدم التجاوز: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [البقرة:190].

 

وتابع: "السلام هو المبدأ الرئيس، وهو الغاية والهدف، أما الحرب فهي إحدى وسائل تحقيق

هذا الهدف، قال تعالى: (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا) [النساء:90]، وجاءت آية أخرى تحث على السلم وتؤكده في مبدأ قرآني رباني يتميز بالقطع والشمول والعموم في كل زمان ومكان: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا) [الأنفال:61].

 

واختتم قائلًا: "من لطائف حرص الإسلام على السلام أن القتال لم يشرع في القرآن أمرا، بل جاء إذنا فقال سبحانه: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج:39]، ذلك أن الحرب هي شر لدفع شر أكبر منه، فالنفس البشرية تعودت على أن بعض الشرور لا تدفع بالخير، بل لا تقهر إلا بشر آخر، قال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) [البقرة:216].