رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علي جمعة: الإسلام أسس الوئام والعدل والتسامح مع الآخرين

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الإسلام أرسى مبادئ التعايش السلمي وأسس الوئام والعدل والتسامح في التعامل مع غير المسلمين في ظل المجتمع الإسلامي،‏ فالدولة الإسلامية قامت على أساس المواطنة دون تمييز بالدين أو العرق.

 

وأضاف "جمعة"، أن الإسلام جاء لإحقاق الحق،‏ وإقامة العدل،‏ وإرساء قواعده، ‏وإخراج الإنسان عن الظلم،‏ فالعدل يمثل دعامة وطيدة وصفة أصيلة للشريعة الإسلامية،‏ حيث أمرت بأن يكون الحكم بالعدل، ‏ولو على المخالف،‏ فقال تعالى‏: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) [المائدة:8] بل يجب تحري العدل ولو كان ضد النفس‏، حيث يقول سبحانه‏: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ) [النساء:135]، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم

‏: «‏وأيم الله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها» (‏سنن النسائي).

وتابع عضو هيئة كبار العلماء، أن الإسلام أكد أن المساواة سمة من سماته،‏ وأصل من أصوله، ‏فهو يقرر أن الناس سواسية،‏ وفي ظله تتلاشى الفوارق،‏ وتزول كل الاعتبارات عدا التقوى،‏ فلا تفاضل بينهم في إنسانيتهم،‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

في خطبة الوداع‏:‏ «يا أيها الناس،‏ إن ربكم واحد،‏ وإن أباكم واحد، ‏ألا لا فضل لعربي على عجمي‏،‏ ولا لعجمي على عربي‏، ولا لأحمر على أسود،‏ ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، ‏إن أكرمكم عند الله أتقاكم» (‏مسند أحمد).‏

 

وأكمل: "وفي ظل دولة المدينة التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم

أكد على قيمة العدل بين فئات المجتمع على اختلاف أعراقهم وأديانهم‏,‏ حتى إن الرسول تعامل بالعدل والإحسان مع غير المسلمين في المدينة -وقد كانوا أقلية- فلم يؤثر أن رسول الله أو أحدا من أصحابه تعرض إليهم بسوء أو اضطهاد أو تضييق أو تمييز‏.‏

 

ومن تأكيد الإسلام على قيمة العدل وترسيخ المساواة بين المسلمين وغير المسلمين‏,‏ أن أنزل الله عز وجل قرآنا في واقعة تبين مدى عدالة الإسلام وحسن معاملته للآخر‏, ‏فحين حاول بعض الصحابة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

أن يتستر على سارق مسلم‏,‏ وأن يفوت العقاب عليه‏,‏ وأن يقدم شخصا آخر يهوديا ليعاقب مكانه‏,‏ أنزل الله ثماني آيات في سورة النساء تدافع عن حق اليهودي‏,‏ وتحث على إظهار العدالة‏,‏ فقال تعالى‏: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) إلى قوله تعالى‏: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [النساء:105- 112].