عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعرف على سبب نزول سورة التحريم

بوابة الوفد الإلكترونية

التدبر فى كتاب الله من اسباب الثبات على الحق وزيادة الإيمان، وردت عدّة روايات تبيّن أسباب نزول سورة التحريم، فروى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يشرَبُ عسلًا عِندَ زينبَ بنتِ جحشٍ، ويمكُثُ عِندَها، فواطَيتُ أنا وحفصَةُ على : أيَّتُنا دخَل عليها فلتقُلْ له : أكَلتَ مَغافيرَ، إني أجِدُ منك رِيحَ مَغافيرَ، قال : لا، ولكني كنتُ أشرَبُ عسلًا عِندَ زينبَ بنتِ جحشٍ، فلن أعودَ له، وقد حلَفتُ، لا تُخبِري بذلك أحدًا)،[٣] فنزل قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

 

كما روى الإمام عبد الرزاق الصنعاني في تفسيره عن معمر عن هشام عن عروة عن أبيه أنّ النبي عليه الصلاة والسلام كان يدخل على جميع زوجاته ويسلّم عليهنّ بعد صلاة الصبح، وكان يجلس عند حفصة ليشرب من العسل الذي أُهدي إليها، إلا أنّ عائشة رضي الله عنها غارت من ذلك، فجمعت أزواج النبي واحدة واحدة، وقالت لهن: (إذا دخل عليكِ فقولي: ما هذه الريح التي أجدها منك يا رسول الله؟ أكلت مغافير؟ فإنه سيقول: سقتني حفصة عسلاً، فقولي: جرست نحله العرفط)، وعندما دخل على سودة وصنعت مثل ما أملت عليها عائشة، ثمّ دخل عليهن جميعاً، وصنعن معه مثل ذلك، وفي اليوم التالي دخل على حفصة رضي الله عنها، وأرادت أن تسقيه من العسل، فرفض أن يشرب، وحرّمه على نفسه.[٤] روى ابن جرير عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن المرأتين، فقال أنهما عائشة وحفصة، وأضاف أنّ الحديث بدأ

بشأن مارية القبطية، عندما أصابها النبي عليه الصلاة والسلام في بيت حفصة، فقالت: (يا نبي الله لقد جئت إليّ شيئًا ما جئت إلى أحد من أزواجك، في يومي وفي دَوْري وعلى فراشي)، فقال لها الرسول: (ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها)، فقالت: (بلى)، فحرّمها الرسول على نفسه، وأخذ منها العهد بعدم نقل ما حدث إلى أحد، إلا أنها نقلته إلى عائشة رضي الله عنها، فأنزل الله تعالى الآيات الكريمة، وبعد ذلك كفّر الرسول عن يمينه، وأصاب جاريته، وبعد ذكر جميع الروايات المتعلقة بسبب نزول سورة التحريم، قال الإمام القرطبي: (وإنما الصحيح أنه كان في العسل وأنه شربه عند زينب، وتظاهرت عليه عائشة وحفصة فيه، فجرى ما جرى فحلف ألا يشربه وأسر ذلك ونزلت الآية في الجميع)، وأيّد ذلك ابن كثير أيضاً، فقال: (كما أن الصحيح في سبب نزول الآية أنها في قصة العسل لا في قصة مارية المروي في غير الصحيحين، ولم تأت قصة مارية من طريق صحيح)، إلا أن ابن حجر قال في شرح صحيح البخاري: (فيحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معاً).