تعرف على طوارق الليل والنهار
الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم من اسباب حفظ الإنسان من الشياطين ولقد وَردَ لفظ طوارق الليل والنهار في الحديث النبوي الذي رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- حين قال:
"كنتُ مع النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ليلة صُرِفَ إليه النَّفَرُ منَ الجِنِّ، فأتى رجلٌ منَ الجِنِّ بشُعلةٍ مِن نارٍ إلى رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقالَ جبريلُ: يا محمَّدُ ألا أُعَلِّمُك كلماتٍ إذا قُلْتَهُنَّ طُفِئَتْ شُعلتُه وانكَبَّ لمِنْخَرِه، قُلْ أعوذُ بوجه اللهِ الكريمِ وكلماتِه التَّامَّاتِ الَّتي لا يجاوِزُهُنَّ برٌّ ولا فاجرٌ مِن شرِّ ما ينزِلُ منَ السَّماءِ وما يعرُجُ فيها، ومِن شرِّ ما ذرَأ في الأرضِ وما يخرُج منها ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شرِّ طوارقِ اللَّيلِ والنَّهارِ إلَّا طارقًا يطرُقُ بخيرٍ يا رحمنُ".
وفيما يتعلّق بمعنى طوارق الليل والنهار، فقد وردَ في تفسير هذا الحديث: إنَّ طوارق الليل والنهار هي الحوادث التي تطرق ليلًا أو نهارًا، وطارقًا يطرَق بفتح الراء، أي حادث يحدث، والله تعالى أعلم.
وقال تعالى وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ.
قوله تعالى: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين فيه مسألتان:
الأولى : قوله تعالى : من همزات الشياطين الهمزات هي جمع همزة. والهمز في اللغة النخس والدفع ؛ يقال : همزه ولمزه ونخسه دفعه . قال الليث : الهمز كلام من وراء القفا ، واللمز مواجهة . والشيطان يوسوس فيهمس في وسواسه في صدر ابن آدم ؛ وهو قوله : أعوذ بك من همزات الشياطين أي نزغات الشياطين الشاغلة عن ذكر الله تعالى .
وفي الحديث : كان يتعوذ من همز الشيطان ولمزه وهمسه . قال أبو الهيثم : إذا أسر الكلام وأخفاه فذلك الهمس من الكلام . وسمي الأسد هموسا ؛ لأنه يمشي بخفة لا يسمع صوت وطئه . وقد تقدم في ( طه ) .
الثانية : أمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين بالتعوذ من الشيطان في همزاته ، وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه ، كأنها هي