عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل من يربي الحمام لا تقبل شهادته

بوابة الوفد الإلكترونية

يسأل الكثير من الناس عن هل تقبل شهادة من يربى الحمام فأجاب الشيخ محمد فتحي العالم بالاوقاف وقال إن شهادة صاحب الحمام ومربيه متعلقة بحكم تربية الحمام فإذا كانت تربية الحمام مباحة كأن تكون تربيته بهدف الزينة أو التجارة وغيرها فإن شهادته تُقبل، أما إذا احتوت تربية الحمام على محظور شرعي فإن شهادة صاحب الحمام تُرد ولا تُقبل في المحكمة.

 

وقد نصّ كثير من العلماء على هذا الأمر وبحثوا فيه، ومن أقوالهم في هذا الموضوع ما يأتي:

 

السرخسي: لا تُقبل شهادة من يُربي الحمام إذا كان غافلًا مُنشغلًا بحمامه عن دينه أو كان يجعل من تربية الحمام وسيلة للنظر داخل البيوت وهذا من الفسق الذي تُرد به شهادة الشاهد، أما إذا خلا من ذلك فلا بأس بشهادته.

 

ابن قدامة: شهادة من يُربي الحمام لغرض مباح مقبولة إذا لم يطيرها ويؤذي بها الجيران، وقد كان شُريح القاضي لا يقبل شهادة صاحب الحمام ويعد ذلك من خوارم المروءة.

 

ويقول ابن القيم: على الحاكم أن يمنع اللعب بالحمام المؤدي إلى الإشراف على بيوت الناس والنظر إلى عوراتهم.

 

إن حكم تربية الحمام من الأحكام التي تحتاج إلى تفصيل إذ وردت الكثير من الأحاديث والآثار التي تنهى وتُحذر من اللعب بالحمام وتربيته، ولكن الراجح -والله أعلم- أن جميع هذه الأحاديث لا تصح كما نص على ذلك ابن القيم -رحمه الله- إلا حديث واحد وهو عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ

عليهِ وسلَّمَ-، رأى رجلًا يتبعُ حمامةً، فقال: شيطانٌ يتبَع شيطانةً"،[٨] وقد حسّن كثير من العلماء هذا الحديث وصححه الألباني -رحمه الله-، إلا أنهم حملوا معناه على حالة مخصوصة وهي أن اللعب بتلك الحمامة قد حملت صاحبها على الانشغال عن الطاعات وعن الغرض الأسمى الذي خُلق الإنسان لأجله وهو العبادة وصار في غفلة ولهو عن ذلك.[٩] إن حكم تربية الحمام يختلف باختلاف الغرض من التربية وهو في أصله مباح وذلك إذا كان الحمام يُربى لأجل الاستمتاع بمنظره أو للاستفادة منه بالتجارة ونحوها وقد كانوا قديمًا يستخدمون الحمام في إرسال الرسائل والخطابات فهذا جميعه من الأمور التي لم ينهى عنها الشرع والإسلام دين يراعي مصلحة الإنسان فكل ما يعود بالنفع والفائدة عليه يكون جائز، ولكن لا بدّ من معرفة أن حكم تربية الحمام قد يصبح مكروهًا أو محرمًا وذلك عندما يرتبط بتربية الحمام ضرر وأذى لمن يُربي الحمام أو لمن حوله من أهل بيته وجيرانه.