مصيرالحيونات يوم القيامة
يسأل الكثير من الناس عن مصير الحيونات يوم القيامة فأجاب الشيخ محمد فتحي العالم بالاوقاف وقال نفى الله -عزّ وجلّ- عن نفسه جميع أنواع الظلم وصوره، وبَيَّن -سبحانه- أنّ يوم القيامة هو يوم العدل المُطلَق الذي تُوضَع فيه الموازين، ويقتصّ فيه المظلوم مِمَّن ظلمَه، أو آذاه، ويُحاسَب فيه المخلوقون على أعمالهم؛ قال -تعالى-: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
وقد جعل الله -تعالى- الحياة الدنيا داراً للامتحان، والابتلاء، وقد يتسلّط فيها البعض على البعض الآخر؛ ولهذا كان من الضروريّ أن تكون الآخرة دار قصاص؛ لردّ المَظالم.
و اختلف العلماء في حال البهائم يوم القيامة، وإعادة إحيائها مرّة أخرى؛ للقصاص فيما بينها، وبيان اختلافهم على النحو الآتي: القول الأول: أنّ الله -تعالى- يحشر البهائم يوم القيامة، ويقتصّ لبعضها من بعضها الآخر؛ استدلالاً بقوله -تعالى-: (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ).
وقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إلى أهْلِها يَومَ القِيامَةِ، حتَّى يُقادَ لِلشّاةِ الجَلْحاءِ، مِنَ الشَّاةِ القَرْناءِ)،[٤] وقد ذهب إلى ذلك جماعة من الصحابة، منهم: أبو ذرّ، وأبو هريرة الذي ورد عنه قوله: (إنَّ اللهَ يحشرُ الخلقَ كلَّهم كلَّ دابةٍ وطائرٍ وإنسانٍ يقول للبهائم والطيرِ كونوا ترابًا فعند ذلك يقول الكافرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا)،[٥] بالإضافة إلى عمرو بن العاص، وهو مَرويٌّ عن ابن عبّاس أيضاً -رضي الله عنهم أجمعين-، ثمّ يأمرها الله -تعالى- فتكون تراباً، وهو قول الحسن البصريّ، وشيخ الإسلام ابن تيمية كذلك،[٦][٧] بالإضافة إلى أنّ عامّة العلماء، والمُفسِّرين من أهل السنّة والجماعة، كالإسفرايينيّ قالوا بهذا القول؛ واستدلّوا بدلالة القرآن الكريم، والسنّة النبويّة على ذلك؛ قال -تعالى-: (وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ وَلا طائِرٍ يَطيرُ بِجَناحَيهِ إِلّا أُمَمٌ أَمثالُكُم ما فَرَّطنا فِي
القول الثالث: أنّ الله -تعالى- قد يُعيد إحياء البهائم يوم القيامة، ويقتصّ لها فيما بينها، وقد لا يُعيد إحياءها؛ ولهذا لا بُدّ من التوقُّف في المسألة، وعدم القَطع في الحُكم فيها.