تعرف على معنى مصطلح ملك اليمين فى القرآن

التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين وقال أهل العلم معنى مصطلح ملك اليمين عندما جاء الإسلام ضبط عددًا من الأمور التي كانت توجد في المجتمع واستقرَّ عليها الناس حينها، فالرق موجودٌ قبل الإسلام، وقد قالت به جميع الشرائع السماوية؛ وفيما يأتي بيان معنى مصطلح ملك اليمين.

 

ذُكر مصطلح ملك اليمين في القرآن الكريم كما أشارت إليه السنة النبوية المطهرة، وربما يتسائل الكثير من الناس عن المقصود بذلك المصطلح، خاصةً عندما يتبادر إلى أُذن السامع قول الله تعالى:{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}.

 

ويعني مصطلح ملك اليمين: الرقيق الذين ملكهم بعض الناس بالسَّبي أو الشراء ويطلق عليهم مصطلحٌ آخر هو العبيد، ويستوي في هذا المصطلح الإناث والذكور، وعليه فإنَّ مصطلح ملك اليمين يشتمل الذكر والأنثى من الرقيق، أما قول الله تعالى:{أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ}،[٣] فيُقصد به النساء دون الرجال مِن العبيد، أما الآن فقد زال وتعطل ذلك المصطلح بسبب الأحداث التي أدت إلى ذلك، وعاد الناس جميعًا إلى أصل خلقتهم أحرارًا، قال صاحب فتح القدير: "والحرية حق الله تعالى، فلا يقدر أحد على إبطاله إلا بحكم الشرع، فلا يجوز إبطال هذا الحق، ومن ذلك لا يجوز استرقاق الحر، ولو رضي بذلك".

 

تضييق منابع ظاهرة ملك اليمين تعامل الإسلام بنظام الرِّق وملك اليمين بناءً على مبدأ المعاملة بالمثل، حيث كان ذلك النظام سائدًا في عصور ما قبل الإسلام، ثم بعد ذلك شرع الإسلام بتضييق منابع الرِّق وجعل منبعها الوحيد ما ينتج عن الحروب تطبيقًا لمبدأ المعاملة بالمثل مع من يتعامل بهذا المبدأ من غير المسلمين، بالإضافة إلى كون ما يتوالد من العبيد كون آباءهم عبيدًا، وبعدها

رغَّب الإسلام على عتق العبيد وتحريرهم، سواء كان العتق من الأحرار للعبيد، أو من العبيد لأنفسهم من خلال ما يُعرف بالمكاتبة، وقد وسَّع الإسلام الأبواب التي تسهم بالعتق من خلال تكفير المخالفات الشرعية، كمن يُفطر في نهار رمضان، ومن يظاهر على زوجته، وهو من كفارات القتل الخطأ، وكفارة الحنث في اليمين، وغير ذلك من الكفارات، والأبلغ من ذلك أن جعل العتق قربةً لله استقلالًا، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}.

 

كما ورد في الصحيح عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن أعْتَقَ شِقْصًا له مِن عَبْدٍ، أوْ شِرْكًا، أوْ قالَ: نَصِيبًا، وكانَ له ما يَبْلُغُ ثَمَنَهُ بقِيمَةِ العَدْلِ فَهو عَتِيقٌ، وإلَّا فقَدْ عَتَقَ منه ما عَتَقَ"،[٦] وعن سعيد بن مرجانة قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "أيُّما امْرِئٍ مُسْلِمٍ أعْتَقَ امْرَءًا مُسْلِمًا، اسْتَنْقَذَ اللَّهُ بكُلِّ عُضْوٍ منه عُضْوًا منه مِنَ النَّارِ".