عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قصة مسامحة الرسول لحاطب بن أبي بلتعة

العفو في الإسلام
العفو في الإسلام

العبرة من قصص الصحابة والتابعين من اسباب زيادة الايمان والثبات على الحق وقال الشيخ ناصر ثابت العالم بالاوقاف، في قصة أخرى من قصص السيرة النبوية التي تظهر فضل المسامحة في الإسلام، قصة حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه- والتي كانت عندما أمر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من حوله من الصحابة بالتجمع لفتح مكة، خشي الصحابي الذي شهد غزوة بدر مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على أهله في مكة.

فكتب رسالة يحذر أهل قريش من خطر غزو المسلمين لمكة وبعثها مع امرأة كانت مسافرة إلى مكة وأمر المرأة أن تضع هذه الرسالة في ضفائر شعرها حتَّى لا يراها أحد، وعندما خرجت المرأة من المدينة إلى مكة معها خبر المسلمين، نزل الوحي جبريل -عليه السَّلام- وأخبر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بأمر رسالة حاطب بن أبي بلتعة.

فبعث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- علي بن أبي طالب والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- وراء المرأة وأحضرا الرسالة المبعوثة إلى قريش، وقد رودَت هذه القصة في صحيح السنة النبوية المباركة، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال:

"قَالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه

وسلَّمَ-: يا حَاطِبُ ما هذا؟، قَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، لا تَعْجَلْ عَلَيَّ إنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا في قُرَيْشٍ، ولَمْ أكُنْ مِن أنْفُسِهَا، وكانَ مَن معكَ مِنَ المُهَاجِرِينَ لهمْ قَرَابَاتٌ بمَكَّةَ يَحْمُونَ بهَا أهْلِيهِمْ وأَمْوَالَهُمْ، فأحْبَبْتُ إذْ فَاتَنِي ذلكَ مِنَ النَّسَبِ فيهم، أنْ أتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بهَا قَرَابَتِي، وما فَعَلْتُ كُفْرًا ولَا ارْتِدَادًا، ولَا رِضًا بالكُفْرِ بَعْدَ الإسْلَامِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: لقَدْ صَدَقَكُمْ، قَالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ دَعْنِي أضْرِبْ عُنُقَ هذا المُنَافِقِ، قَالَ: إنَّه قدْ شَهِدَ بَدْرًا، وما يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أنْ يَكونَ قَدِ اطَّلَعَ علَى أهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ"[٧]، فغفر رسول الله لحاطب وسامحه تعليمًا لأصحابه الكرام، فكما للشدة والحزم أوقات، للعفو والمسامحة أوقات أيضًا، والله أعلم.