عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضل الوفاء وثمراته

الوفاء
الوفاء

الوفاء بالوعد من صفات المتقين ومن الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى وقال اهل العلم "خلق من أخلاق الأنقياء الأصفياء، ومبدأ من مبادئ الشرفاء الكرماء، لا تستقيم حياتهم إلا به، ولا يتزحزحون عنه ما دامت أنفاسُهم تتردد في صدورهم.

 

صفة فاخر بها العرب، وعلت بها مكانتهم، وأصبحت معياراً حازماً يُميِّز بين كل شريف ووضيع تجدها متجذرة في نفوس البررة النبلاء وبعيدة عن نفوس الفجرة الوضعاء.

 

إنها ذلك النداء الصادق الذي يلهب قلوبَ أصحابه فلا ينسون لذي فضل فضلَه ولا لذي مكانة مكانتَه ولا لمحب حبَّه وأيامَه؛ الوفاء -معشر المؤمنين- به تتجلى النفوسُ الكبيرة وإليه تعود الخصالُ النبيلة ومنه تنبَع السماتُ الفريدة.

 

إن نظرت في سير الكرام رأيت الوفاءَ تنطق به فعالُهم وتخفق له قلوبُهم وتتزين به أيامهم؛ ولذا كان الوفاء حاضراً في قول وفعال سيد الكرام -عليه الصلاة والسلام-, فكان يذكر لكل ذي فضل فضله؛ فيثني على أبي بكر ويغضب لغضبه, ويذكر خديجةَ ووقفاتِها معه.

ويكرم صويحباتها إكراماً لها -رضوان الله عليها-؛ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: “مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا رَأَيْتُهَا!، وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا، ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ

إِلَّا خَدِيجَةُ!، فَيَقُولُ: “إِنَّهَا كَانَتْ، وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ“(رواه البخاري).

 

بل كان يذكرها عند كل موقف يذكِّره بها؛ ففي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاعَ لِذَلِكَ، فَقَالَ: “اللَّهُمَّ هَالَةَ“؛ فحين سمع صوتَ هالة, تذكر أختَها خديجة, فدخله السرور لذكراها!.

 

الوفاء خلق أهل الإسلام, نطقت به آياتُ القرآن, وتمثله اتباعُه خير امتثال, فسادوا الأممَ وفتحوا قلوب الناس قبل بلدانهم.

معشر المؤمنين: لا يسود الناسَ إلا كريم, ولا يخضعُ القلوب إلا وفيّ, فالوفاء ليس لباساً يُفاخر به, بل هو قرين المروءة والسؤدد.

 

إنَّ الوفاءَ على الكريمِ فريضةٌ *** واللؤمُ مقرون بذي الإخلافِ

وترى الكريم لمن يعاشرُ منصفًا   *** وترى اللئيمَ مجانبَ الإنصافِ

اللهم اجعلنا من الموفين بعهدهم إذا عاهدوا، والصابرين في البأساء والضراء، أقول ما تسمعون وأستغفر الله من كل ذنب وخطيئة.