عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من هم الشاربون من حوض النبي محمد يوم القيامة

بوابة الوفد الإلكترونية

المتمسكون بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هم من يشربون من حوض النبي يوم القيامة وقال اهل العلم أول الشاربين من الحوض هم فقراء المهاجرين، والدليل على ذلك ما ورد في حديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: "أول الناس ورودًا عليه فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسًا، الدنس ثيابًا، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم السدد" [٥] وأهل اليمن، وهذه كرامة لهم في أن يكونوا أول من يشرب من الحوض، لأنهم أحسنوا الصنيعة وكانوا أول من تتقدم في الإسلام.

 

كما أن الأنصار من أول الواردين للشرب من حوض الرسول -عليه السلام-، كما يشرب منه المسلمين الذين يردون إليه، لكن ليس كلّ من يرد الحوض يشرب منه، فالبعض يُطردون منه لأنه لا يشرب منه إلا من يستحق الورود والشرب منه، ومن يستحق الشرب من حوض النبي هم أهل الإيمان والتقوى والمتمسكون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية وقال تعالى و"من يطع الرسول فقد أطاع الله".

 

وقوله تعالى : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ) .

والمعنى أن من أطاع الرسول لكونه رسولا مبلغا إلى الخلق أحكام الله فهو في الحقيقة ما أطاع إلا الله ، وذلك في الحقيقة لا يكون إلا بتوفيق الله ، ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ، فإن من أعماه الله عن الرشد وأضله عن الطريق ، فإن أحدا من الخلق لا يقدر على إرشاده .

واعلم أن من أنار الله قلبه بنور الهداية قطع بأن الأمر كما ذكرنا ، فإنك ترى الدليل الواحد تعرضه على شخصين في مجلس واحد ، ثم إن أحدهما يزداد إيمانا على إيمان عند سماعه ، والآخر يزداد كفرا على كفر عند سماعه ، ولو أن المحب لذلك الكلام أراد أن يخرج عن قلبه حب ذلك الكلام واعتقاد صحته لم يقدر عليه ، ولو أن المبغض له أراد أن يخرج عن قلبه بغض ذلك الكلام واعتقاد فساده لم يقدر ، ثم بعد أيام ربما انقلب المحب مبغضا والمبغض محبا

، فمن تأمل للبرهان القاطع الذي ذكرناه في أنه لا بد من إسناد جميع الممكنات إلى واجب الوجود ، ثم اعتبر من نفسه الاستقراء الذي ذكرناه ، ثم لم يقطع بأن الكل بقضاء الله وقدره ، فليجعل واقعته من أدل الدلائل على أنه لا تحصل الهداية إلا بخلق الله من جهة أن مع العلم بمثل هذا الدليل ، ومع العلم بمثل هذا الاستقراء لما لم يحصل في قلبه هذا الاعتقاد ، عرف أنه ليس ذلك إلا بأن الله صده عنه ومنعه منه . بقي في الآية مسائل :

المسألة الأولى : قوله : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) من أقوى الدلائل على أنه معصوم في جميع الأوامر والنواهي وفي كل ما يبلغه عن الله ، لأنه لو أخطأ في شيء منها لم تكن طاعته طاعة الله وأيضا وجب أن يكون معصوما في جميع أفعاله ، لأنه تعالى أمر بمتابعته في قوله : ( فاتبعوه ) [ الأنعام : 153 ] والمتابعة عبارة عن الإتيان بمثل فعل الغير لأجل أنه فعل ذلك الغير ، فكان الآتي بمثل ذلك الفعل مطيعا لله في قوله : ( فاتبعوه ) [ الأنعام : 153 ] فثبت أن الانقياد له في جميع أقواله وفي جميع أفعاله ، إلا ما خصه الدليل ، طاعة لله وانقياد لحكم الله .