عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضل اللقمة الحلال

السعى على اللقمة
السعى على اللقمة الحلال

السعى على اللقمة الحلال من صفات المؤمنين و روى الترمذي وغيره قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل: عن عمره فيمَ أفناه، وعن علمه فيمَ فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن جسمه فيمَ أبلاه» (قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح").

 

الجسد ينمو بالغذاء، فإذا كان الغذاء من حلال نَبَتَ اللحم حلالاً، ووُفِّق صاحبه لعمل الصالحات، وإذا كان من حرام نَبَتَ اللحم منه فكان طعمة للنار.

روى مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس: إن الله طيِّب لا يقبل إلّا طيباً. وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون:51]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة:172].

ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفر أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء: ياربّ ياربّ، ومَطْعَمُه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنّى يُستجاب لذلك». فأنت ترى أن الله تعالى أمر بأكل الطّيّب -وأهم وصف للطيّب أن يكون حلالاً- وجعل ذلك مقدّمة وسبباً لعمل الصالحات، ونهى عن أكل الحرام، وجعله مانعاً من قبول الدعاء. بل إنّ ابن عباس رضي الله عنهما جعل أكل الحرام مانعاً من قبول الصلاة فقال: "لا يقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام". وقول ابن عباس رضي

الله عنهما هذا يأخذ حكم الحديث المرفوع -الحديث النبوي-؛ لأن مثل هذا المعنى لا يُمكن أن يقول به من دون خبر لديه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعض الصالحين: "من أكَلَ الحرام عصت جوارحه شاء أم أبى، عَلِمَ أم لم يعلم، ومن كانت طُعْمَتُهُ حلالاً أطاعته جوارحه، ووفِّقَت للخيرات". فالمسلم لذلك يتحرى الحلال الطّيب في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه. واكتساب ذلك الحلال بيِّن، كما أنّ طرق الحرام بيّنة لا تخفى على عامة المسلمين.

نعم تشتبه بعض الأمور، ويختلط على بعض الناس حلالها بحرامها، إمّا للجهل بحقيقتها وأصلها، أو لاختلاف المذاهب وآراء العلماء في حِلّها وحرمتها، فهنا يكون الورع الذي يجعل صاحبه يبتعد عن الشّبهات، ويدع ما لا بأس به مخافة ما به بأس، ويستبرئ لدينه وعِرضه، ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: «...فمن اتّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشّبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه...».