رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرصد الأزهر يفند فتاوى الجماعات المتطرفة حول اعتبار كورونا بلاء

مرصد الازهر
مرصد الازهر

قال مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، أنه منذ أن ذاع خبر تفشّي جائحة "كورونا" في مدينة "ووهان" الصينيّة في أواخر ديسمبر سنة 2019، ثم انتشارها في ربوع العالم، وحصدها للآلاف من الأرواح، وإصابتها لمئات الآلاف، اختلفت ردود الأفعال حول "كورونا"، والتي تمثّل خطرًا جديدًا لا يقلّ خطورة عن الجائحة نفسها.

 

وقد زعم البعض أنّ "كورونا" عقاب من الله على ما يقترفه غير المسلمين تجاه بعض المسلمين، بل ذهب بعضهم إلى أبعد من هذا باعتبار أنّ هذا الوباء نصر من قِبل السماء للمسلمين، فيما رأى آخرون أن تلك الجائحة وغيرها من الأوبئة هي من الكوارث الطبيعيّة التي لا تعدو أن تكون سنّة كونيّة لا علاقة لها بإيمان أو كفر، وهنا يُثار تساؤل هل الأمراض والأوبئة لا تصيب المؤمنين؟!.

 

وقالت إدارة المرصد، أنه تجيب الأحداث التي تعاقبت عبر الزمان، بأنّ الأوبئة والأمراض التي أصابت البشريّة عبر تاريخها الطويل، قد أنزلت بالناس صنوفًا شتّى من البلاء ونال المسلمون بسببها كثيًرا من الابتلاءات، فالناظر بعين الإنصاف إلى جائحة "كورونا" التي ضربت العالم من أقصاه إلى أقصاه.

 

كما يرى أنّ ذلك الوباء لا يختصّ بغير المسلمين فحسب، بل أتي على البشريّة كلها، وليس خاصًّا بأرض دون أرض أو أناس دون أناس، وليس بحسب ما زعم تنظيم" داعش" الإرهابيّ بأنّه "غضب الله على الغرب"، "وأنّهم يستحقون العذاب في الدنيا والآخرة".

 

أو كما روّج ذلك التنظيم بأنّ الفيروس لا يصيب مسلمًا، غير أن تنظيم "داعش" الإرهابيّ  وغيره من التنظيمات الإرهابيّة والجماعات المتطرفة لا يفتُرون عن استغلال الكوارث الطبيعيّة وتوظيفها لخدمة أغراضها الخبيثة، وكأن التنظيم يريد أن يُضفي على نفسه صفة أنهم جند الله، وأنهم في معيّته، وما أبعدهم عن ذلك وقد ألحقوا بالبلاد والعباد صنوفًا من البلايا والرزايا.

 

وتابعت إدارة المرصد،  نشير إلى أنّ هناك بعض الأوبئة التي ضربت خير الأجيال التي لا خلاف على خيريَّتهم من قِبَل المسلمين جميعًا، منها في زمن الخليفة عمر بن

الخطاب -رضي الله عنه- حيث وقع طاعون "عمواس" بالشام في العام الثامن عشر من الهجرة الموافق 640م بعد فتح بيت المقدس، وسمي بـ"عمواس" نسبة إلى المكان الذي ظهر فيه الوباء ثم عمّ في أرجاء الشّام.

 

وراح ضحيته وقتها 30 ألف شخص منهم كبار الصحابة والتابعين، كأبي عبيدة بن الجراح أمير الشّام حينها، وسُهيل بن عمرو، ومعاذ بن جبل وغيرهم، وقد غُمّ المسلمون في هذه السنة غمًّا شديدًا لما خلّفه هذا الوباء من خسارة بشريّة فادحة في صفوف المسلمين، لحكمة أرادها الله، فالحذر كل الحذر من تلك الادعاءات التي تزعم أن وباء "كورونا" انتقام الله من الكفار.

 

وكان من الأولى في هذه الظروف أن يجعل الناس جميعًا من تلك الأحداث وسيلة للعلم والدعوة الصحيحة إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة ومتى أخذوا بأسباب ذلك، وبذلوا وسعهم وتركوا التراخي والكسل إلى التوكل والعمل جاءهم فَرج الله، وأذن سبحانه برفع البلاء عن الإنسانيّة كلها.

 

ويحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تلك الدّعاية الضالّة والأهداف الخبيثة التي يسعى إليها تنظيم "داعش" الإرهابيّ وغيره من التنظيمات الإرهابيّة والجماعات المتطرفة، من خلال استغلال تلك الأحداث الجسيمة التي تمر بالبشرية جمعاء، لخدمة أغراضهم الخبيثة، واجتذاب أعداد جديدة من الشباب بعد أن خَفتَ نفوذهم وفقدوا سيطرتهم واستمروا في الانحسار والاندثار.