عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من هم أصحاب الأعراف فى القرآن

بوابة الوفد الإلكترونية

يسأل الكثير من الناس عن من هم أصحاب الأعراف فى القرآن، وأجاب عن ذلك الشيخ ناصر ثابت إمام مسجد النور بالمنيب:  قال القرطبي 

 

اختلف أهل العلم في تعيين من هم أصحاب الأعراف، وفيما يلي بعض أقوال العلماء في ذلك:

ذهب ابن مسعود وكعب الأحبار وابن عباس -رضي الله عنهم- إلى القول بأنّ أصحاب الأعراف هم مساكين أهل الجنة، واستدلّوا على ذلك بما أخرجه الإمام الطبري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: (الأعراف سورٌ بين الجنة والنار، وأصحاب الأعراف بذلك المكان، حتى إذا بدا لله – هكذا بالأصل – أن يعافيهم؛ انطلق بهم إلى نهرٍ يقال له: الحياة، حافتاه قصب الذهب، مكلَّلٌ باللؤلؤ، ترابه المسك؛ فألقوا فيه، حتى تصلح ألوانهم ويبدو في نحورهم شامة بيضاء يُعرَفون بها، حتى إذا صلحت ألوانهم، أتى بهم الرحمن، فقال: تمنوا ما شئتم، قال: فيتمنون، حتى إذا انقطعت أمنيتهم قال لهم: لكم الذي تمنيتم ومثله سبعين مرة، فيدخلون الجنة وفي نحورهم شامة بيضاء يُعرفون بها، يسمون مساكين الجنة).

 

نقل ابن وهب عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ أصحاب الأعراف هم الذين ذكرهم الله في القرآن، وهم أصحاب الذنوب العظيمة من أهل القبلة، وذكره أيضاً ابن المبارك عن ابن عباس قال: (أصحاب الأعراف رجالٌ كانت لهم ذنوب عظام، وكان جسيم أمرهم لله، فأقيموا ذلك المقام، إذا نظروا إلى أهل النار وعرفوهم بسواد الوجوه، قالوا: ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين، وإذا نظروا إلى أهل الجنة عرفوهم ببياض وجوههم). ذكر ابن عطية في تفسيره أنّ أصحاب الأعراف هم قومٌ كانت لهم صغائر لم تُكفَّر عنهم بالآلام والمصائب في الدنيا فوقفوا، وليست لهم كبائر فيُحبسون عن الجنة لينالهم بذلك غمّ وهمّ، فيقع ذلك في مقابلة صغائرهم حتى يدخلون الجنة.

 

وذهب ابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وابن عباس، والشعبي، والضحاك، وسعيد بن جبير إلى أنّ أصحاب الأعراف هم (قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فجُعلوا هناك إلى أن يقضي الله فيهم ما يشاء، ثم يُدخلهم الجنّة بفضل رحمته لهم). يرى أبو نصر القشيري في قولٍ آخر، والشوكاني ومجاهد في أحد قوليه؛

أنّ أصحاب الأعراف هم فضلاء المؤمنين والشهداء الذين فرغوا من شغل أنفسهم، وتفرّغوا لمطالعة أحوال الناس وأحوالهم.

 

ويرى ابن عباس -رضي الله عنه- كما نقل القشيري أنّ أصحاب الأعراف هم أولاد الزنا. يرى مجاهد أنّ أصحاب الأعراف هم قومٌ صالحون، وأنّهم من الفقهاء والعلماء.

 

وذهب المهداوي، ومعه الشوكاني والقشيري وشرحبيل بن سعد أنّ أصحاب الأعراف هم الشُّهداء من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم. يرى شرحبيل بن سعد أنّ أصحاب الأعراف هم الذين استشهدوا في سبيل الله والذين خرجوا للجهاد عاصين لآبائهم.

 

ويرى الزهراوي والنّحّاس أنّ أصحاب الأعراف هم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم، وهم فئةٌ مختارةٌ في كل أمة. أخرج الطبري عن سعيد بن جبير عن ابن مسعود أنّه قال: (يحاسب الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنّة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النّار، ثم قرأ قول الله: (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم)[٧]ثم قال: إنّ الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح، قال: فمن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف، فوقفوا على الصراط، ثم عرفوا أهل الجنّة وأهل النّار، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا: سلام عليكم، وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم ونظروا إلى أصحاب النّار، قالوا: ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين، فيتعوذون بالله من منازلهم...).