ما معنى ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب .. عطية صقر يجيب
يسأل الكثير من الناس عن ما معنى قوله تعالى :{ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب }
فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال الكلام فى هذا الموضوع كثير، ومكانه كتب التفسير، ومن أحسن ما قيل ما رواه البخارى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
"قال سليمان : لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلهن تأتى بفارس يجاهد فى سبيل الله ، فقال له صاحبه : قل إن شاء الله ، فلم يقل : إن شاء الله ،فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل ، وايم الذى نفسى بيده لو قال : إن شاء الله لجاهدوا فى سبيل الله فرسانا أجمعون".
والمعنى أن الله سبحانه امتحن سليمان عليه السلام وابتلاه ، لأنه لم يقل إن شاء الله ، وكانت نيته طيبة فى طلب أولاد مجاهدين ، وظن أن الله معطيه كل شىء بدون حدود، فأراد سبحانه أن يظهر له أن كل شىء بقدر، وأن الأمل له حدود، فلم تنجب واحدة من نسائه بهذا اللقاء إلا واحدة أتت بجسد هو نصف إنسان ، فرجع سليمان إلى ربه وتاب ، هذا بعض ما قيل والتأويلات كثيرة ، ولا حاجة إلى التعليق على عمل سليمان فى قدرته كإنسان
هذه خاطرة خطرت لى مع اعتقادى بأن الله على كل شىء قدير، وما المعجزات ولا الكرامات إلا مظهر من مظاهر هذه القدرة التى تغير ما يراد تغييره من النواميس التى وضعها هو سبحانه لتدبير ملكه حسب إرادته ، فهو مالك الأمر كله وهو الحكيم الخبير.