ما معنى الخلافة التى وصف الله بها آدم عليه السلام ووصف بها الحكام ؟
يسأل الكثير من الناس عن ما معنى الخلافة التى وصف الله بها آدم عليه السلام ووصف بها الحكام ؟
فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال: يقول الله تعالى {وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة} البقرة :35، وجاء فى تفسير القرطبى أن آدم عليه السلام خليفة الله فى إمضاء أحكامه وأوامره ، لأنه أول رسول فى الأرض إلى أولاده ، ومن هذه الآية كانت مشروعية نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع ، لتجتمع به الكلمة وتنفذ به أحكام الخليفة .1.هـ وقد يطلق اسم الخليفة على من يخلف غيره من الحكام والولاة بعد موتهم أو زوال حكمهم وولايتهم ، أو يخلفه عند غيابه كنائب أو وكيل عنه ، ومن الأول الخلفاء الراشدون والأمة الإسلامية التى قال اللّه فيها {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم } النور: 55 .
ومن الثانى نيابة هارون عن موسى عند ذهابه للميقات { وقال موسى لأخيه هارون اخلفنى فى قومى وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين } الأعراف : 142 .
وقول الله تعالى : { يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق } ص : 26 يحتمل أن يكون معناه خليفة لتنفيذ أحكام الله كآدم عليه السلام ، أو خليفة جاء بعد خلفاء سابقين ، يقول الأصفهانى فى المفردات : والخلافة النيابة عن الغير إما لغيبة المنوب عنه وإما لموته وإما لعجزه وإما لتشريف المستخلف ، وعلى هذا الوجه الأخير استخلف الله أولياءه فى الأرض
وبهذه المناسبة يقول النووى فى كتابه " الأذكار" ص 358 : ينبغى ألا يقال للقائم بأمر المسلمين " خليفة الله " بل يقال : الخليفة :
وخليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمير المؤمنين ، ولا يسمى أحد خليفة الله تعالى بعد آدم وداود عليهما الصلاة والسلام ، ولم يرض أبو بكر قول رجل له:
يا خليفة الله ، وقال : أنا خليفة محمد صلى الله عليه و سلم وأنا راض بذلك يقول الماوردى فى كتابه الأحكام السلطانية " ص 15 " : إن الإمام سمى خليفة لأنه خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم فى أمته فيجوز أن يقال :
يا خليفة رسول اللّه ، وعلى الإطلاق فيقال : الخليفة ، واختلفوا هل يجوز أن يقال :
يا خليفة الله ؟ فجوزه بعضهم لقيامه بحقوقه فى خلقه ، وامتنع جمهور العلماء من جواز ذلك ، ونسبوا قائله إلى الفجور.