تعرف على نسب الفاطميين
هذه الدولة الفاطمية قامت بالفعل وكانت لها آثارها، ومن أهمها الجامع الأزهر الشريف ، ثم انتهت هذه الدولة كما انتهى غيرها ، والشيعة يذكرونها بالخير فى أمور خدمت مذهبهم ، وكما هى العادة لم تسلم من النقد كما لم تسلم دولة أخرى .
والأدب الإسلامى بوجه عام يقض بالشكر لمن قدم خيرا للناس وللدين بوجه خاص ، والتاريخ الإسلامى يقدر لهم هذه المأثرة وهى الجامع الأزهر الشريف ، الذى شاء الله أن يكون منارة تشع على العالم كله المعرفة الصحيحة لمبادئ الدين ، بعيدا عن التعصب لمذهب معين ، وأن يكون منتجعا لطلاب العلم من كل الأمصار، وملاذا لكل من وفد إلى مصر من العلماء .
وإذا كانت هناك بعض السلبيات لهذه الدولة فلا ينبغى أن تطغى على الإيجابيات الأخرى ، والإنصاف فى الحكم يقتضينا أن ننظر بعينين لا بعين واحدة، والذين حملوا على هذه الدولة شككوا فى نسبها الذى اتخذته منطلقا لدعوتها ومنافستها للخلافة العباسية فى مقرها بغداد .
وممن طعن فى إمامة الفاطميين الإمام السيوطى فى كتابه "تاريخ الخلفاء"
1 - أنهم غير قرشيين وإنما سمتهم بالفاطميين جهلة العوام ، وإلا فجدهم مجوسى .
2 - أن أكثرهم زنادقة خارجون عن الإسلام ، ومنهم من أظهر سب الأنبياء ، ومنهم من أباح الخمر، ومنهم من أمر بالسجود له .
3 -أن مبايعتهم صدرت والإمام العباسى قائم موجود سابق البيعة فلا تصح .
4 - أن الحديث ورد بأن هذا الأمر إذا وصل إلى بنى العباس لا يخرج منهم حتى يسلموه إلى عيسى بن مريم أو المهدى .
ذلك جزء مما عرفته عنهم ، وأرى أن البحث فيه ليس له كبير فائدة فى هذه الأيام ، بل قد يضر، فلنتركه لأن الله لا يحاسبنا عليه.