فوزى تاج الدين يكتب: العيد بين الفرح العام والخاص
العيد كما تشير المعاجم اللغوية العربية: يوم يُحتفل فيه بذكرى حادثة عزيزة، وعيد الأضحى أحد العيدين الإسلاميين «الفطر والأضحى» وله جذور تاريخية قيمة، فقد كان العرب قبل الاسلام يحجون بالطواف حول الكعبة عراة مع تقديم القرابين عند الانصراف عن الطواف، وبعد مجىء الإسلام تم تهذيبه هو وعيد الفطر ليزيل عنهما الصبغة المادية ويحولهما إلى عبادة إلهية، ويرتبط عيد الاضحى بالضحية أو التضحية، وهى كما أشار القرآن الكريم شكر وصدقة وإحسان، مصداقاً لقوله عز وجل «فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير» جزء من الآية 28 سورة الحج، وقوله تعالى: «لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم» جزء من الآية 37 سورة الحج.
كلمة العيد باللغة العربية أصدق الكلمات دلالة عليه، وقيمة هذه الدلالة تتجاوز الأهمية فى اللغة الى الأهمية فى علم الانسان، معنى هذا أنه يستلزم أن يعاد فى موعد معلوم، وعودته يستلزم وجود مجتمع قد استقرت له علاقته بالأرض
فى العيد يلتقى المسلمون على الحب والإخاء ويحمدون الله على نعمة الاسلام، فأصبح مثلهم فى التسامح والتعاطف مثل الجسد الواحد، ولو كبرت قلوب المسلمين كما تكبر ألسنتهم لكان لهم أعظم شأن ولو تصافحت نفسهم كما تتصافح أيديهم لكانوا حقاً خير أمة، ومن ثم يجب ان يكون فهمنا للعيد فهماً يوفق بين مطالب المادة والروح معاً بعيداً عن اللهو والعبث وارتكاب الحرمات.