عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصطفى إسماعيل.. حكاية ابن قرية «ميت غزال» قاريء الملوك والرؤساء

الشيخ مصطفى اسماعيل
الشيخ مصطفى اسماعيل

بحلول  شهر رمضان الفضيل  وروحانياته وطقوسه الدينية التى تميزه عن سائر ايام العام،تستدعى الفطرة بداخلنا نفحات ايمانية نتذكر فيها أعلامًا وشخصيات وعلماء  ومقرئين أثروا فى التاريخ وعلموا بموهبتهم وعلمهم .. وأبرزهم كان صوت السماء فضيلة الشيخ مصطفى اسماعيل والذى لقبوه بقارئ الملوك ، وما زال صوته شجنًا تقشعر منه  الأبدان ويضرب على أوتار القلوب .

< نشأته="">

ولد الشيخ مصطفى اسماعيل فى قرية ميت غزال مركز السنطة محافظة الغربية فى 17_6_1905 وشأن أبناء القرية المصرية التحق بكتاب القرية وهو فى الخامسة من عمره وكان والده يعمل فلاحا لكنه حرص على أن يحفظ ابنه القرآن الكريم وكان الشيخ مصطفى اسماعيل متميزًا بين طلبة الكتاب  كما روى عنه معلمه ومحفظه الشيخ عبد الرحمن النجار الذى اشاد بسرعة حفظة للقرآن وحلاوة صوته وتمكنه فى التلاوة وحفظ مصطفى اسماعيل القرآن وهو لم يتجاوز الثانية عشرة، وفى احدى المرات سمعه شيخ كبير المقام وتنبأ بمستقبل باهر لمصطفى اسماعيل عندما سمع صوته وطريقته فى التلاوة وسأل عن اهله وبالفعل ذهب لجده ونصحه بإرسال حفيده الى  المسجد الأحمدى بطنطا  ليدرس احكام التجويد  والترتيل .

وانتظم قليلا  ثم غادر الدراسة بعد ان تجاوز نصف الفترة وأكثر واتجه لتلاوة  القرآن فى إحياء الليالى والمآتم والحفلات ، وبدأ الاقبال على طلبه فسرعان ما ذاع صيته وشهرته عن  أقرانه و تفوق عليهم لعذوبة صوته وأدائه النادر.

 وكانت لشهرته حادثة ربما كانت سيئة على نفسه  لكنها  باتت سر شهرته  وتواجده فكان للشيخ صديق مقرب لشخص يدعى القصبى بك من الاعيان ، وبعد فترة توفى القصبى وذهب مصطفى اسماعيل ليحضر مأتم صديقه وكان الشيخ محمد رفعت  جالسًا يقرأ القرآن وبعد أن انتهى جلس الشيخ مصطفى مكانه فنهره بعض الحاضرين لكن الشيخ محمد رفعت أمره بالقراءة وإذ به يقرأ أكثر من ساعة والنصف بصوت جذب الحضور  وأثنى عليه محمد رفعت وقال له انت صوت مميز ولك موهبة خصك الله بها عن غيرك لكنك ينقصك الدراسة بالمعهد الأحمدى ولن تكون مثل غيرك بل سيرتفع شأنك وقدرك. وبالفعل كانت نبوءة الشيخ محمد رفعت ثاقبة.

< الصدفة="" جعلته="" قارئ="">

 فى سنة 1934 كانت المرة الاولى التى قرأ فيها الشيخ مصطفى اسماعيل فى حفل مولد الحسين عندما تخلف الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى والتقى بالشيخ محمد الصيفى الذى ود انضمامه لرابطة المقرئين وطلب منه حضور حفل الاذاعة بمولد الحسين  وبالفعل حضر مصطفى اسماعيل ولم يكن على استعداد لاحياء الحفل لولا غياب الشيخ الشعشاعى فطلب منه الشيخ الصيفى ان يجلس مكان الشيخ ويعتلى المجلس ويتلو ويحيى الليلة إنقاذا للموقف ونقلته الاذاعة المصرية وسمعه الملك فاروق وأعجب  بصوته وأصدر قراراً بتعيينه القارىء الرسمى للقصر الملكى ثم عين بالأوقاف.

< عالمية="">

 ومن ثم انطلق الشيخ مصطفى اسماعيل وذاع صيته فى العالم العربى والإسلامى وصارت علاقته طيبة بالرؤساء بعد الثورة بدءا من الرئيس محمد نجيب الذى

عينه القارئ الرسمى للدولة ، والرئيس جمال عبد الناصر الذى كان يقوم بتقليده والمزاح معه ، حتى تقلد الرئيس السادات حكم مصر وكان محبا للشيخ  وصاحبه فى زيارته لبيت المقدس ورحلاته الى دول العالم منها لبنان وإندونيسيا وسوريا والعديد من الدول  وقرأ الشيخ فى لندن وميونخ وباريس ، ليصبح الشيخ مصطفى اسماعيل  قارئ الملوك والرؤساء فى تلك الحقبة الزمنية دون غيره.

<>

كان افتتاح مسجد البحر بدمياط آخر تلاوة للشيخ مصطفى اسماعيل  لإصابته بانفجار فى المخ ودخل غيبوبة أكثر من ثلاثة أيام ، لتصعد روحه الى بارئها  فى 22 ديسمبر  1978،ودفن بقريته ومسقط رأسه بميت غزال مركز طنطا محافظة الغربية كما اوصى قبل مماته بالمحافظة على كل المساعدات ونفحات الخير التى كانت فى حياته واستمرار ما اعتاده  فعله وهو على قيد الحياة.

< حفيد="">

يقول الاستاذ مصطفى حفيد الشيخ مصطفى اسماعيل إن جده كان محبًا للجميع ويحبه كل من يتعامل معه سواء قريبًا او بعيدًا فارتباطه بالاسرة كان مقدسا سواء محيط الاسرة الصغيرة او العائلة الممتدة، فالمسئولية فى السراء والضراء كانت لجدى والمشورة والرأى له حتى على مستوى القرية  ونجوعها  فكبير هو فى مجلسه ومقامه ووجوده صاحب هيبة وايضا حنون حكيم متميز فى كل حالاته، حبه الاول والاخير القرآن الكريم  والمحبب لقلبه ايضا اعمال الخير فمساعدة المحتاجين وضعفاء الحال كان همه الاول كما قام ببناء اكثر من مسجد  بأنحاء الجمهورية وله مسجد بميت غزال وأدخل الكهرباء لبلدتنا مسقط رأسه وانشأ معهدًا ازهريًا فى القرية تسهيلا على طلبة العلم وسميت قرية بالبحيرة بوادى النطرون على اسمه اجلالا لذكراه. وبالرغم من مجالسته للملوك والرؤساء وحبهم الشديد له الا انه كان متواضعا يحبه العامة، فجدى جعل كل من يسمعه يعشق صوته وتلاوته دون ان يراه فكثيرون تأثروا بادائه ولم يكن لهم صلة به أو سابق رؤية الا عبر الاذاعة او التلفزيون او المجالس والاحتفالات.