هل أكل الجراد حلال ؟
يسأل الكثير من الناس عن هل أكل الجراد حلال ؟ فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال
روى مسلم عن عبد الله بن أبى أوفى قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات كنا نأكل الجراد معه ، ولم يختلف العلماء فى أكله على الجملة ، وأنه إذا أُخذ حيا وقطعت رأسه أنه حلال باتفاق ، وأن ذلك يتنزل منه منزلة الزكاة فيه. وإنما اختلفوا : هل يحتاج إلى سبب يموت به إذا صيد أم لا، فعامتهم على أنه لا يحتاج إلى ذلك ويؤكل كيفما مات ، وحكمه عندهم حكم الحيتان [ الأسماك ] ، وذهب مالك إلى أنه لا بد له من سبب يموت به ، كقطع رأسه أو أرجله أو أجنحته إذا مات من ذلك ، أو يصلق أو يطرح فى النار، لأنه عنده من حيوان البر فميتته محرمة، وروى الدارقطنى عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أحل لنا ميتتان الحوت والجراد ، ودمان الكبد والطحال " وروى ابن ماجه عن أنس بن مالك : كان أزواج النبى صلى الله عليه وسلم يتهادين الجراد على الأطباق ، وذكره ابن المنذر أيضا "تفسير القرطبى ج 7 ص 268 " وجاء فى حياة الحيوان الكبرى للدميرى زيادة على ذلك أن الإمام مالكا ذكر فى كتابه "الموطأ" عن ابن عمر أن عمر سئل عن الجراد فقال : وددت أن عندى قفة آكل منها ، وروى البيهقى عن أبى أمامة الباهلى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "إن مريم بنت عمران عليها السلام سألت ربها أن يطعمها لحما لا دم له ، فأطعمها الجراد، فقالت : اللهم أعشه بغير رضاع ، وتابع بينه بغير شياع " والشياع هو الصوت . انتهى .
هذا فى حكم أكله ،
وبصرف النظر عن أصل الجراد كما ذكر الحديث فإن قتله جائز إذا حصل منه ضرر، كالغارات على المزارع والمحاصيل وقوت الناس ، فمصلحة الإنسان قبل مصلحة أى حيوان ، نذبحه لنأكله ونسخره لقضاء مصالحنا فى حدود الإحسان والآداب الشرعية .
وجاء فى تفسير القرطبى "ج 7 ص 268" أن أهل الفقه كلهم قالوا بقتل الجراد إذا حل بأرض فأفسد ، وقد رخص النبى صلى الله عليه وسلم بقتال المسلم إذا أراد أخذ ماله ، فالجراد إذا أرادت فساد الأموال كانت أولى أن يجوز قتلها ، ألا ترى أنهم قد اتفقوا على أنه يجوز قتل الحية والعقرب لأنهما يؤذيان الناس ؟ فكذلك الجراد.