ما حكم زيارة النساء للمقابر كل خميس
يسأل الكثير من الناس عن حكم زيارة النساء للمقابر كل خميس فأجاب الشيخ ابن الباز رحمه الله وقال الله سبحانه شرع الزيارة للقبور ، شرعها للرجال لما فيها من العظة والذكرى، فتذكرهم بالآخرة وبالجنة والنار وكان الناس، كان الرسول ﷺ أول ما هاجر نهاهم عن زيارة القبور ، لأن الكفار في الجاهلية كانوا يعظمون القبور وربما غلوا فيها وعبدوا أهلها من دون الله كما جرى في قصة اللآت وغيره ، فلما عقل الناس والإيمان والتوحيد وتبصروا رخص لهم في الزيارة، ليتذكروا فقال : زورا القبور فإنها تذكركم بالآخرة.وفي لفظ: تذكركم الموت ، وقال-عليه الصلاة والسلام-: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها.
وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، وكذلك في لفظ آخر: يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وكان يقول إذا زار القبور : السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد، يدعو لهم، هذه السنة.
ثم إنه ﷺنهى النساء خاصة عن الزيارة وبقيت الرخصة للرجال، والحكمة في ذلك والله أعلم أن النساء يقل صبرهن، وتحصل بهن فتنة في القبور، لو زاروها مع قلة الصبر في الغالب وكان من حكمة الله أن منعهن من الزيارة، فجاء عنه ﷺ أنه قال : أنه لعن زائرات القبور، فدل ذلك على أن النساء لا يزرن القبور ، وأن السنة الأخيرة المستقرة أوجبت منع الزيارة للنساء خاصة ، ولكن يصلين على الموتى لا بأس، يصلين على الموتى في المساجد أو في المصلى، لا بأس.
أما الزيارة للمقبرة أو تشييع الميت للمقبرة هذا ينهى عنه النساء ، نهى النساء عن إتباع الجنائز, ونهين عن الزيارة للقبور؛ ولأن المصطفى ﷺ لعن زائرات القبور، فالواجب على النساء أن يبتعدن عن زيارة القبور، وأن لا يتبعن الجنائز لنهي النبي عن ذلك- عليه الصلاة والسلام-.
أما الصلاة على ميت في المسجد أو في البيت فلا بأس بهذا ، تصلي النساء والرجال، وينبغي أيضاً أن يعلم أن الزيارة للقبور المقصود منها الدعوة للميت، والترحم عليه ، وذكر الآخرة والزهد في الدنيا ، هذا المقصود ، أما ما يفعله بعض الجهلة يزور القبور حتى يسألهم ويستغيث بهم هذا منكر، سؤال الميت والاستغاثة بالميت من الشرك بالله ، كذا هكذا السؤال به وبجاهه وبحقه منكر وبدعة لا ينبغي، وكالذي الجلوس عند القبر ليقرأ عنده أو يدعونه هذا بدعة ، وإنما الزيارة للقبور ، يسلم عليهم، يدعو لهم ، يترحم عليهم ، يتذكر الآخرة ، هذه الزيارة الشرعية, ولو جلس يدعو لهم لا بأس لو .... وجلس ودعا لهم واستغفر لهم وترحم لهم وانصرف لا بأس، فقد ثبت عنه ﷺ أنه سأل ربه ليزور قبر أمه للاستغفار لها فلم يؤذن له في الاستغفار وأذن في الزيارة فقط؛ لأنها ماتت على جاهلية على دين قومها، فدل ذلك على أن الكافر يزار قبره للاعتبار، والذكرى، لا للسلام عليه ، ولا للاستغفار له، فالمقابر التي فيها كفار ، لا يسلم عليهم ، ولا يدعى لهم، ولكن يزارون للاعتبار، لذكر الآخرة وذكر الموت فقط ، أما قبور المسلمين فيزارون للدعاء لهم ،والاستغفار لهم، والترحم عليهم ، وذكر الآخرة ، والعظة والاعتبار، لكن لا يدعى الميت مع