عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المفتى: التدخين فى الحج حرام شرعًا

علي جمعة مفتي الديار
علي جمعة مفتي الديار المصرية

أفتى د.علي جمعة، مفتي الجمهورية، وعدد من فقهاء الأزهر بحرمة التدخين في الحج، معتبرين أنه "ينتقص الثواب ولا يمنع قبول الفريضة".

وخلال لقائه ممثلي الجمعيات الأهلية المصرية في الحج الأسبوع الماضي، قال علي جمعة ردًا على سؤال بهذا الشأن: "التدخين حرام في الحج، إلا أن الحج مقبول".
وقال عبد الحميد الأطرش، الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر، إن "التدخين حرام سواء كان في الحج أو في غير الحج، لكنه في الحج أشد حرمة بدليل أن المسلم خرج حاجًا تاركًا الأهل وأنفق الأموال يريد رحمة ربه وعليه أن يكون أشد امتثالاً لأمر ربه".
وأضاف أن "من يدخن حجه صحيح لكن التدخين حرام لقوله صلى الله عليه وسلم:  "لا ضرر ولا ضرار"، فالقاعدة الفقهية أن كل ما أضر بالمال والصحة حرام والتدخين مضر لهما معًا".
وأوضح من جهته محمود عبد الرحمن، أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، حرمة التدخين في الحج، ورأى أنه يؤثر على ثواب الحاج لأنه معصية والمعاصي منهي عنها خصوصًا أثناء فريضة العمر وهي الحج.
وقال عبد الرحمن: "معلوم لدى عامة المسلمين بسبب كثرة الفتاوى أن التدخين حرام في الحج وغيره، وحرمة التدخين إنما كانت بسبب أن التدخين ضار بالصحة، والإسلام يحرم على الإنسان تناول كل ما هو ضار سواء كان مشروبًا أو مشمومًا، وفقًا للحديث :"إن الله حرم كل مسكر ومفتر"، والمفتر هو الذي يضر بالصحة، وبدن الإنسان ليس ملكًا له".
وتابع: "لقد حرم الله الخبائث، وكل ما درج تحت مسمى الخبائث يكون حرامًا، وتشتد الحرمة على قدر الخبث في المتناول، ولا يقول إنسان عاقل إن التدخين من الطيبات حيث قال تعالى: "يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث" والتدخين من الخبائث.
وشدد عبد الرحمن على أن "المدخن يضر بماله، ففي شراء السجائر إسراف، ولا يليق بعاقل أن ينفق ماله في الباطل حتى ولو كان من أغنى الأغنياء، ولا يجوز للإنسان أن يتصرف في ماله بما يضر نفسه ويضر الآخرين، خاصة أن التدخين لا يضر الإنسان وحده، ولذلك تتأكد الحرمة أكثر في التجمعات كالحج".
واستدرك قائلاً: "لا يليق بالمسلم أن يكون في مجتمع ويضر من حوله، وفي الحج زحام شديد في الطواف والمبيت، كما أن الحج له خصوصيات ويحرم فيه الجدل والإضرار بالغير حتى وإن كان مباحًا في الأصل، كتقليم الأظافر وأخذ حشائش الأرض أو حلق الشعر، فإذا كانت كثير من المباحات أصلاً منعت في الحج لخصوصيته، فما بالنا بالتدخين الذي ينبغي أن يأمن فيه الحجاج

على صحتهم في هذا المكان الطاهر؟".
وعن مدى تأثر ثواب الحاج بالتدخين، قال د. عبد الرحمن: "من يصر على التدخين في الحج فإنه يؤثر بذلك على ثواب حجه لأنه ملتزم بالإحرام وبالطاعة لا ينبغي أن يلوث طاعته بالذنوب والمعاصي والتي منها التدخين، خاصة أن الحج تدريب على الصبر والامتناع عن أشياء كثيرة ولعل يكون الحج فاتحة خير له، ومن يدخن يفعل نقيض ما يقوم به من عبادة".
واختتم كلامه قائلاً: "الحج عبادة العمر والشحنة الإيمانية التي أخذها الإنسان في الحج تكفيه العمر كله، وجدير بالمسلم أن يعود في هذه العبادة لله عودة كاملة وهي تتطلب الانسلاخ من المعاصي ومنها التدخين الذي يضر بصحة الإنسان وماله وصحة الآخرين والبيئة".
في الاتجاه نفسه، أشار محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر في تصريح إلى إن "أقل ما يقال في التدخين أنه مكروه، وفي الحج يصل لحد الحرمة المؤكدة، لأن الحج عبادة يؤديها الإنسان ويرجو بها الخلاص ويعود منه  كيوم ولدته أمه".
وشدد على أن التدخين ينطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار"، والحاج المدخن يضر بنفسه وبغيره، والمدخن يرتكب أمرًا محرمًا لأنه يؤذي الناس في أرض المشاعر التي هي أطهر البقاع التي جعلها الله تعالى وقدسها للمسلمين، فكل أماكن الحج مشاعر مقدسة، ولا ينبغي انتهاكها والتدخين انتهاك لها واقتراف لمعصية".
غير أن الجندي يرى أن التدخين لا يؤثر على قبول الحج حيث سقطت الفريضة عنه، "لكنه قد يؤثر على ثواب الحاج المنتظر من الحج لأنه أتى بضرر لنفسه وللآخرين، فالمدخن في الحج مرتكب معصية ومن ثم تؤثر على ثوابه".