رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الغيبيات الخمسة وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا‏

وما تدري نفس ماذا
وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا‏

  الأرزاق والأقدار بيدى الله سبحانه وتعالى، وكل شىء فى الحياة شاء الله وقدر الله وخلق الله وكتب الله وعلم الله، قال الشيخ ابن العثيمين، رحمه الله، عن قول الله وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا‏، فقال الشيخ،  انظر إلى التعبير بقوله‏:‏ ‏{‏مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا‏}‏، فإن الإنسان قد يدري ماذا سيعمل غدًا، لكنه لا يدري هل سيكسب ذلك العمل أم لا‏.‏ فلو أن شخصًا عنده عمل في المكتب، ومرتب شؤونه، وقال‏:‏ غدًا أول شيء أعمله كذا وكذا، فإنه يكون قد علم ماذا يعمل غدًا، ولكنه لا يعلم هل سيكسب ذلك العمل ويحصل له أم لا، ولهذا قال سبحانه‏:‏ ‏{‏وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا‏}‏ .‏

 

 فأنت قد تخطط لعمل مستقبل كغد مثلًا، لكن لا تكسبه، فقد يحول بينك وبينه مانع من موت، أو مرض، أو شغل آخر ترى أنه أقدم منه أو ما أشبه ذلك‏.‏

 

 قال أهل العلم إن الغيبيات الخمسة لا يعلمها  إلا الله، وهى ذكرها الله سبحانه وتعالى فى سورة لقمان: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي

نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34).

 

 وصدق الله فلا أحد يستطيع أن يحكم بأنه سيموت في الأرض الفلانية، فقد يقول الإنسان‏:‏ أنا لن أخرج من بلدي فسأموت في بلدي، لكن هذا قد لا يتم فأحيانًا يكون الإنسان في بلده لا يخرج أبدًا منها، فيمرض، وتحدثه نفسه وتحدوه همته وعزيمته إلى أن يسافر للعلاج، فإذا وصل إلى البلد الذي قرر أن يتعالج فيه مات فور وصوله، وهذا موجود ويحدث إذًا فهو لا يعلم بأي أرض يموت، ومن باب أولى أيضًا فإنه لا يعلم في أي وقت يموت، لأن الإنسان يتصرف في مكانه، فربما يقول قائل‏:‏ إذا أحس بالموت ورأى أنه لا شفاء له مثلًا قال‏:‏ أذهب إلى الأرض الفلانية وأموت فيها، فإذا كان لا يعلم هذا فما بالك بالزمن الذي لا يمكن تحديده أبدًا‏؟‏‏!‏ فالذي لا يعلم المكان لا يعلم الزمان من باب أولى‏.