عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الغيبيات الخمسة نزول الغيث

نزول الغيث
نزول الغيث

 الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، قال الشيخ ابن العثيمين، رحمه الله، قال تعالى{‏وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ‏}،‏ وهنا لم يقل‏:‏ يعلم نزول الغيث، بل قال‏:‏ ‏{‏وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ‏}‏، وإذا كان تنزيل الغيث ليس لأحد سوى الله، فعلم نزوله ليس لأحد سوى الله ـ عز وجل.‏

 ولكن قد يقول قائل‏:‏ ما الحكمة في أن الله ـ عز وجل ـ قال في الساعة‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ‏}‏، وفي الغيث قال‏:‏ ‏{‏وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ‏}‏، دون أن يقول‏:‏ ويعلم نزول الغيث‏؟‏ مع أن عدم العلم بنزول الغيث مستفاد من كون الذي ينزل الغيث هو الله وحده، فإذا كان الذي ينزل الغيث هو الله وحده لزم من ذلك أنه لا يعلم أحد نزول الغيث إلا من ينزله‏؟‏‏

 

 لكن الحكمة، والله أعلم، أن الذي ينفع الناس ويستفيد الناس منه ويلمسونه بأيديهم هو الغيث، وهو الذي يكون مفتاحًا لحياة الأرض‏.‏

 إذًا لا يعلم متى ينزل المطر إلا الله، لأن الذي ينزل المطر والغيث هو الله‏.‏

 لكن يرد علينا أننا نسمع في الإذاعات، يقولون‏:‏ سينزل غدًا مطر في جهات معينة، فهل هذا ينافي أن علم نزول الغيث خاص بالله‏؟‏‏

 الجواب‏:‏ أن هذا يشكل على كثير من الناس، فيظن أن هذه التوقعات ـ التي تذاع في الإذاعات ـ يظن أنها تعارض قول الله ـ تعالى:‏ ‏{‏وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ‏}‏، والحقيقة أنها لا تعارض ذلك، لأن علمهم بهذا علم مستند إلى محسوس لا إلى غيب، وهذا المحسوس هو أن الله ـ عز وجل ـ حكيم، كل شيء يقع له سبب، فالأشياء مربوطة بأسبابها، فقد تكون الأسباب معلومة لكل أحد، وقد تكون معلومة لبعض الناس، وقد تكون غير معلومة لأحد، فإننا

لا نعلم سبب كل شيء وحكمة كل شيء، المطر إذا أراد الله ـ عز وجل ـ إنزاله، فإن الجو يتغير تغيرًا خاصًا، يتكون معه السحاب، ثم نزول المطر، كما أن الحامل عندما يريد الله ـ عز وجل ـ أن يخرج منها الولد فإن الجنين ينشأ في بطنها شيئًا فشيئًا حتى يصل إلى الغاية، فهؤلاء عندهم مراصد دقيقة، تلامس الجو، ويعرف بها تكيف الجو، فيقولون إنه سيكون مطر، ولهذا نجدهم لا يتجاوز علمهم أكثر من ثمانٍ وأربعين ساعة هذا أكثر ما سمعت، وإن كان قد قيل‏: ‏إنهم وصلوا إلى أن يعلموا مدى ثلاثة أيام، على كل حال فعلمهم محدود، لأنه مبني على أسباب حسية لا تدرك إلا بواسطة هذه الآلات، ونحن مثلًا بحسنا القاصر إذا رأينا السماء ملبدة بالغيوم، ورأينا هذا السحاب يرعد ويبرق، فإننا نتوقع أن يكون ذلك مطرًا، هم كذلك يتوقعون إذا رأوا في الجو تكيفًا معينًا يصلح معه أن يكون المطر وحينئذ لا معارضة بين الآية وبين الواقع، على أنهم أيضًا يتوقعون توقعًا فربما يخطئون وربما يصيبون‏.‏