علم الصرف والنحو من العلوم المطلوبة في فهم القرآن
علم الصرف والنحو من العلوم المطلوبة فى فهم القرآن، ويقول علماء الصرف: تترى، اسم، وأصلها: وترى، فالتاء الأولى مبدلة من واو؛ لأنها من المواترة، وإبدال التاء من الواو كثير شائع في العربية، مثل تراث، وأصلها: وراث؛ لأن الفعل ورث، وتقاة، أصلها: وقاة؛ لأن الفعل وقى، وتخمة، أصلها: وخمة؛ لأنها من الوخامة، وتجاه، أصلها: وجاه؛ لأنها من الوجه، ونظائر أخرى كثيرة.
ولك في نطقها وجهان: تترى، بغير تنوين، وتترًا، بالتنوين، فمن لم ينون يعتبر الألف ألف تأنيث، مثل سكرى وغضبى، ومن ينون يعتبر الألف ألف إلحاق، أي: أن الكلمة ملحقة باسم آخر منون - وهو جعفر - لاتفاقهما في نظم الحركات والسكنات، وتفصيل ذلك في كتب الصرف، وعلى ذلك تقول: جاء القوم تترى، بغير تنوين، وتترًا بالتنوين، والمعنى: جاءوا متتابعين، وتنوين الكلمة دليل على اسميتها، لأن التنوين من خصائص الأسماء.
وبعبارة أخرى: من نونه جعله
والصرفيون واللغويون يستشهدون على ذلك بقوله تعالى: (ثم أرسلنا رسلنا تترا)، قرأ ابن كثير وأبو عمرو "تترًا" بالتنوين، وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي "تترى" بغير تنوين".
وإعرابه على النصب من وجهين: الأول: أنه حال من "رسلنا" أي: أرسلنا رسلنا متواترين، أي واحدًا بعد واحد، أو متتابعين، والثاني: أنه نعت لمصدر محذوف، أي: أرسلنا رسلنا إرسالًا متتابعًا، أو إرسالًا بعد إرسال.