إخلاص النية في طلب العلم

إصلاح النية من أسباب زيادة الرزق وورد فى الأثر على قدر صلاح النوايا بيأتى من الله العطايا وقال سفيان الثوري "ما من عمل أفضل من طلب العلم، إذا صحت فيه النية"

وياله من شرط ما أثقله وأعظمه، وما أحوج طلبة العلم إلى تذكره، والتواصي الدائم به .

وإذا فقد العلم إخلاص النية، انتقل من كونه أفضل الطاعات إلى أن يصير أحط المخالفات، ولا شيء يحطم العلم مثل الرياء، والتسميع، وحب الظهور .

والواجب على طالب العلم أن يكون دائم التفقد لنيته، وأن يحاسب نفسه، وأن يسعى للتخلص من كل ما يعكر على إخلاصه، مثل: حب الظهور، والتفوق على الأقران، ومباهاة أهل العلم، وجعله سلماً لأغراض وأعراض من منصب، أو مال، أو تعظيم، أو سمعة، أو صرف وجوه الناس إليه فإن هذه الأمور وأمثالها إذا شابت النية، أفسدتها، وذهبت بركة العلم.

وبعض الناس يسمع بالإخلاص ، فيظن أنَّ الإخلاص أن يقول : نويت أتعلم لله ، أو مثل ذلك ، وما مثله إلا كمثل رجل جائع ، وأمامه طعام ، وهو يقول : نويت أن آكل . فهل بهذا شبع ؟!! أو مثل رجل عطش فقال : نويت أن أرتوي ، فهل بهذا ارتواء ؟!! لا والله ، بل الإخلاص شيء آخر .
الإخلاص : انبعاث القلب إلى جهة المطلوب التماسًا .
وقال بعضهم : الإخلاص تغميض عين القلب عن الالتفات إلى سوى الله تعالى .
وقيل : الإخلاص سر بين الله وبين العبد ، لا يعلمه ملك فيكتبه ، ولا شيطان فيفسده ، ولا هوى فيميله .
فالإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين ، فمتى أفردت ربك بالطاعة ، ونسيت رؤية الخلق بدوام نظرك إلى الخالق ، فقد تحقق لك الإخلاص .
روى الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان برقم ( 54 ) فقال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ .