مجاهدة النفس في ترك الشهوات
مجاهدة النفس فى ترك الشهوات من العبادات التى يحبها الله سبحانه وتعالى وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله - :
(( كتبوا إلى عمر بن الخطاب يسألونه عن هذه المسالة أيما أفضل رجل لم تخطر له الشهوات ولم تمر بباله أو رجل نازعته إليها نفسه فتركها لله ؟؟
فكتب عمر:
إن الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله عز وجل من الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم...
كما أن صاحب خواطر الشهوات والمعاصي كلما مرت به فرغب عنها إلى ضدها ازداد محبة لضدها ورغبة فيه وطلبًا له وحرصا عليه.
فما ابتلى الله سبحانه عبده المؤمن بمحبة الشهوات والمعاصي وميل نفسه إليها إلا ليسوقه بها إلى محبة ما هو أفضل منها وخير له وأنفع وأدوم وليجاهد نفسه على تركها له سبحانه فتورثه تلك المجاهدة الوصول إلى المحبوب الأعلى.
فكلما نازعته نفسه إلى تلك
بخلاف النفس الباردة الخالية من ذلك فإنها وإن كانت طالبة للأعلى لكن بين الطلبين فرق عظيم ألا ترى أن من مشى إلى محبوبه على الجمر والشوك أعظم ممن مشى إليه راكبا على النجائب.
فليس من آثر محبوبه مع منازعة نفسه كمن آثره مع عدم منازعتها إلى غيره فهو سبحانه يبتلي عبده بالشهوات إما حجابًا له عنه أو حاجبًا له يوصله إلى رضاه وقربه وكرامته)) كتاب الفوائد