رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ميادة منير توضح دور المرأة فى الهجرة النبوية

الدكتورة ميادة منير
الدكتورة ميادة منير

قالت الدكتورة ميادة منير، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه تعد الهجرة من مكة إلى المدينة من أهم الأحداث الفاصلة في تاريخ الدعوة الإسلامية، فهي نهاية لعهد تعرض فيه المسلمون الأولون لألوان الاضطهاد والأذى فما ضعفوا وما استكانوا وبداية لعهد جديد نصر الله -جل جلاله- فيه الإسلام على أعدائه نصرًا عزيزًا مؤزرًا، لتصبح كلمة الله تبارك وتعالى  هي العليا، وكلمة الَّذين كفروا السُّفْلى.

وتابعت منير، أنه لم تكن المرأة غائبة أبدًا عن الأحداث والمواقف التاريخية منذ بدء الرسالة المحمدية، بل كان لها دور مؤثر فدائيًا رغم خطورة الأوضاع آنذاك.

وكان من أبرز النساء دورًا في الهجرة هي السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنهما ـ حيث كانت من أوائل الذين علموا بهجرة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) فقد روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت: فبينما نحن يومًا جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متقنعا، في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر، قالت: فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاستأذن، فأذن له فدخل، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لأبي بكر: «أخرج من عندك». فقال أبو بكر: إنما هم أهلك، بأبي أنت يا رسول الله، قال: «فإني قد أذن لي في الخروج» فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم». أخرجه البخاري.

 

كما كان لها ـرضي الله عنهاـ دور عظيم في الهجرة فكانت تأتي الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأباها بالطعام والشراب، وظلت على ذلك ثلاث ليال متعاقبة، تقتحم الصحراء الموحشة في رهبة الظلام، وهي صغيرة، لا تبالي العيون والأرصاد التي تبعثها قريش في الطريق من مكة إلى المدينة؛ لتظفر بخيري الدنيا والآخرة. أخرجه البخاري.

 

وتابعت: عندما هم الصاحبان بالرحيل إلى المدينة جاءتهما ـرضي الله عنهاـ بما يحتاجان إليه في رحلتهما من زاد وماء، وهمت بتعليقه في رحل البعير، فلم تجد رباطًا، فحلت نطاقها وشقته نصفين، ربطت بأحدهما الزاد، وانتطقت بالآخر، وسميت لذلك بـ "ذات النطاقين". أخرجه البخاري.   

 

وتجلت شجاعتها فيما رواه أبو نعيم بن اسحاق أن السيدة أسماء ـرضي الله عنهاـ قالت: «لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم» فقالوا: أين

أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: قلت: «لا أدري والله أين أبي» قالت: فرفع أبو جهل يده وكان فاحشًا خبيثًا فلطم خدي لطمة خر منها قرطي ـ أي الحلق ـ" قالت: «ثم انصرفوا».

 

واختتمت، أنه رضي الله عنها من شجاعتها أبت أن تخبر القوم أين رسول الله وصاحبه، ولو أن امرأة أخرى لهابت الموقف ولأخبرتهم، ولا عجب فإنها تربت في بيت أبى بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ بيت نشأت فيه وتربت على قوة الإيمان بالله تعالى وعدم الخوف من الخلق فقد تربت تربية سامية وتأدبت أدبًا عاليًا فقد روي عنها أنها قالت: " لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وخرج معه أبو بكر، احتمل أبو بكر ماله كله معه: خمسة آلاف درهم، أو ستة آلاف درهم". قالت: "وانطلق بها معه ". قالت: " فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه، قالت: قلت: كلا يا أبه، إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا".

 

وقالت: "فأخذت أحجارا، فوضعتها في كوة البيت، كان أبي يضع فيها ماله، ثم وضعت عليها ثوبا، ثم أخذت بيده، فقلت: يا أبه، ضع يدك على هذا المال ". قالت: " فوضع يده عليه، فقال: لا بأس، إن كان قد ترك لكم هذا، فقد أحسن، وفي هذا لكم بلاغ". قالت: ولا والله ما ترك لنا شيئا، ولكني قد أردت أن أسكن الشيخ بذلك ". أخرجه أحمد بن حنبل بإسناد حسن.

 

وقد تمكن الاسلام من قلبها حتى جعلها تتصرف مثل هذه التصرفات وتقف مثل هذه المواقف. وقد ظهر هذا في كل مواقفها التي وقفت فيها لنصرة الإسلام والمسلمين.